و رحل فارس المقاومة العراقية
تعليقاً علي خبر وفاة السيد عزة الدوري
وداعاً السيد عزة الدوري
كُتبت في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٠
"على أرض العراق وأرض الرباط والجهاد، ترجل اليوم من على صهوة جواده فارس البعث والمقاومة الوطنية العراقية الرفيق عزة إبراهيم الدوري. و إزاء هذا الحدث الجلل فإننا واثقون أيها الرفاق المناضلون أنكم ستعملون بوصية رفيقنا الراحل الذي ودعنا جميعاً بالثبات على المبادئ والتحلي بالصبر والتمسك بمبادئ الحزب" بهذه الكلمات التي صرح بها حزب البعث العراقي بالامس ودعت العراق و كل جبهات المقاومة السيد مهيب الركن عزة ابراهيم الدوري الذي ظل رمز المقاومة و الصمود و الذي لولاه لتم ابادة كل المسلمين السنة بالعراق و لحدث ما هو اكبر و اعظم مما نراه قد حدث للعراق . و يؤسفني ان اغلب الاصدقاء لا يعرفون عنه شيئاً او يعتقدون انه كان مجرد شخص في النظام العراقي السابق و قد هرب الي مكان ما و لا يعرفون ماذا فعل و ماذا قدم، و لدي سببين للاسف، اولاهما هو عدم تقدير دور الرجل او الجهل و اما ثانيهما فهو بخصوص النموذج الذي يجب ان ننظر اليه و نتعلم منه في ظل هذه الظروف التي لم نعد نري فيها غير الخونة و المطبعين و الرقاصين و المتؤاطين و الكذابين والجبناء المنسحقون و المستسلمون فكيف انا لا نبحث عن هؤلاء المقاومين المخلصين الأعزاء لا لنمجدهم و لكن لنتعلم من تجاربهم و خطط عملهم و استراتيجياتهم في عمل المقاومة و نحن في اشد الحاجة الي هذه الخبرات كمان اننا في حاجة الي الجانب النفسي الايجابي الذي نشعر فيه اننا لسنا وحدنا علي طريق الحق و المقاومة. ان السيد عزة ابراهيم او الرجل اللغز الذي دوخ الامريكان و الايرانيين واذنابهم من مليشيات الشيعة هو نموذج لرجل المبادئ و رجل المقاومة الذي يعتنق فكرة "اننا لا نستلم ابداً ، اما ان ننتصر او نموت" و لذلك فهو يستحق ما هو اكثر من هذا البوست و لكن هذا ما استطيع ان تقدمه له
من هو عزة ابراهيم الدوري؟
ولد عزة الدوري من مواليد ١ يوليو ١٩٤٢ قضاء الدور في محافظة صلاح الدين بالقرب من مدينة تكريت التي ينحدر من إحدى البلدات التابعة لها (قرية العوجة التي شهدت مسقط رأس صدام حسين) و تربى تربية دينية ذات نزعة صوفية. ينتمي عزة الدوري إلى فخذ البو حربة وهي جزء من عشيرة المواشط في مدينة الدور، وهي عشيرة عريقة، سميت العشيرة بالمواشط نسبة إلى الشيخ محمد المشط. في فترة الخمسينيات و اثناء ما عُرف باسم فترة التحرر الوطني و القومية العربية كان عزة ابراهيم تلميذًا في ثانوية الأعظمية ونظراً لتكرار رسوبه وفشله اضطر الي ترك المدرسة الثانوية أن ينزل للعمل في الشارع ليصبح بائع ثلج و في الوقت ذاته انخرط في صفوف حزب البعث، وسرعان ما اشتهر وبرز في الحزب حتى أصبح عضوًا في القيادة القطرية للحزب. في ١٧ يوليو ١٩٦٨ شارك مع صدام حسين في ما يعرف ب "ثورة ١٧ تموز" التي أطاحت بحكم رئيس العراق آنذاك عبد الرحمن عارف، وأسست لنظام البعث بقيادة أحمد حسن البكر. و يقال انه اصبح ملازمًا لصدام مثل ظله منذ اندلاع هذه الثورة في ١٩٦٨ وحتى يوم وقوع صدام حسين في الأسر. و قد تزوجت ابنة الدوري لفترة وجيزة من الابن الأكبر لصدام حسين عدي، الذي قتل مع أخيه قصي في مواجهة مع القوات الأمريكية. و قد شغل السيد عزة ابراهيم منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة إبان حكم الرئيس صدام حسين وأنيطت به رتبة النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد الغزو العراقي للكويت وكان وزيرًا للزراعة ووزيرًا للداخلية. في عام ١٩٩٣ شارك الدوري في في "الحملة الإيمانية" التي كانت ترعاها الحكومة العراقية، والتي كانت تهدف إلى تشجيع الإقبال على القيم الإسلامية في المجتمع العراقي و لذلك بعد بدء ادراك الرئيس الراحل صدام حسين مدي بُعد المجتمع عن الدين و قيمه. في ٢٢ نوفمبر ١٩٩٨ نجا السيد عزة ابراهيم الدوري من محاولة اغتيال عندما كان في زيارة إلى مدينة كربلاء جنوبي العاصمة بغداد و التي هي معقل الشيعة الاكبر في العراق
بعد عملية الغزو الأمريكي للعراق اختفى عزة الدوري وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد عشرة ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، وقامت بوضع صورته على كارت ضمن مجموعة أوراق اللعب لأهم المطلوبين العراقيين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية التي أتهمته بأنه كان أحد العقول المدبرة التي قادت عمليات المقاومة حول مدينتي سامراء وتكريت و قد نُسب له الإشراف على الكثير من العمليات المسلحة. كما نسبت له مجموعة من التصريحات التي تدعو قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين. و بالرغم من تعدد شائعات وفاته و مقتله الا ان الرجل كان يعمل في صمت حيث قام بتشكيل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المكونة من تحالف القيادة العليا للجهاد والتحرير وجبهة الجهاد والخلاص الوطني، والتي انبثق عنها تنظيم النقشبندية و الذي يُعرف ايضاً باسم جيش رجال الطريقة النقشبندية و هو فصيل مقاومة سنّي صوفي من أتباع الطريقة النقشبندية، أسسه السيد عزة ابراهيم كما قلت في عام ٢٠٠٣ و ذلك لمقاومة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية التي يصفها بالطائفية ويقدم نفسه مدافعًا عن السنّة المهمّشين، وينشط شمال العراق وله أتباع في المناطق الكردية و بالرغم ان هذا التنظيم عدد افراده يترواح بين ١٠٠٠ الي ٥٠٠٠ الا انه اذاق قوات الاحتلال الإمريكي و المليشيات الشيعية و اذناب ايران شتي ألوان العذاب و كبدهم كم هائل من الخسائر البشرية و المادية و لولا هذه الفئة القليلة لتم ابادة المسلمين السنة في العراق و لقد شارك تنظيم النقشبندية في ثورة العشائر التي أطاحت بقيادات الشيعة التي تسلطت علي المحافظات العراقية السّنّية سنة ٢٠١٤. و اما بالنسبة لتسليح التنظيم فإنه يمتلك الكثير من الدبابات والصواريخ والسيارات المصفحة والسيارات الرباعية الدفع والأسلحة المتنوعة التي حصل عليها من الجيش العراقي. وقادة عملياته الميدانية هم من ضباط الجيش العراقي السابق الذين جمعهم السيد عزة إبراهيم ويملكون خبرة كبيرة في القتال والمناورة، وهو ما ساهم في طردهم للجيش العراقي العميل الذي صنعته امريكا، والسيطرة على الموصل وصلاح الدين في يومين. و هناك نوع من اللبس عند بعض الناس الذين يعتبرون ان هذا التنظيم حليفاً لتنظيم داعش و الحقيقة انه هناك رسالة صوتية قديمة منسوبة لعزة الدوري يشيد فيها بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، و لكن سرعان ما اكتشف حقيقة هذا التنظيم العميل خاصة بعد ان نسب إلى داعش إعدام ١٢ من جيش النقشبندي، فوقع الصدام بينهم ولاحقا صدرت رسائل عن جيش الطريقة النقشبندية وحزب البعث العراقي المنحل يرفض التهجير القسري، مهاجماً سلوك تنظيم "داعش" مؤكدا أنه سيقاوم ما وصفه "القوة التكفيرية الإرهابية المدسوسة" وفي أبريل ٢٠١٥ اتخذ الدوري موقفا يدعو لمحاربة داعش ويؤيد فيها عملية عاصفة الحزم في اليمن ضد الحوثيين و بالرغم من انه كان يعيش بشكل سري في سوريا و يدير العمليات من هناك الا انه دعم الثورة السورية و دعا النظام السوري "لترك الحكم من أجل وحدة سوريا" و طبعاً بسبب موقفه هذا اضطر الي الانتقال في السنوات الأخيرة الي دولة عربية أخري ليستكمل نشاطه في المقاومة
رحم الله السيد عزة ابراهيم الدوري و غفر له ذنبه و جزاه خيراً عن جهاده و صموده
السيدة رغد صدام حسين تنعي السيد عزة الدوري
العراق عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص , ليس لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بإدارة دولة
الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل
اقرأ ايضاً: الجزء الثاني من أسطورة القط ذو السبعة ارواح
عندما قدم ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير عرضه او صفقته لاسامة بن لادن كان رد فعل اسامة بن لادن غير كل ما يتوقعه اي انسان، فالحقيقة ان اسامة بن لادن رفض الفكرة بالكلية و قال له بشكل مباشر "انتم مثل الشياطيين تريدون ان تدمروا بلادنا" و رفض بن لادن كل الاغراءات و ايضاً التهديدات، و قال انه كان يحارب الروس الملاحدة و ان امبراطوريتهم قد انهارت الآن -يقصد الاتحاد السوفياتي- ولقد جات الي السودان مستبشراً بهذا النظام الاسلامي الجديد و اريد ان نتحول الي مجتمع بناء. و بالفعل و كما قلت في الجزء السابق ان اسامة بن لادن قد نجح في نقل معظم أرصدته المالية الي السودان وإنه قد بدأ العمل في مجال المقاولات فإنشاء الطريق بين الخرطوم وبورسودان كما انه قام بإنشاء مطار بورسودان و لمن لا يعرف فان شركة اسامة بن لادن هي شركة ......اقرأ المزيد