ماذا يحدث في الكنيسة المصرية الارثوذكسية

الجزء الأول
تواضروس و فرانسيس اثناء توقيع الاتفاق التاريخي

كُتبت في ٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
تنوية: هذه المقال ليس لها اي علاقة بالطائفية و لا العنصرية و لا لأثارة الفتن ، فالغرض من هذه لمقالة هو تقديم صور للواقع الذي نعيشه في مصر و الأحداث التي ستؤثر في الوطن و الشعب، و محاولة منا لفهم ما يحدث و ما سوف يحدث، كما انه وجب التنويه علي كل الاصدقاء الاعز بعدم التعليق بالفاظ غير لائقة قد تثير حفيظة اصحاب المعتقدات المختلفة، و لذلك فأنني اشدد علي التزام الموضوعية في التعليق و النقاش حتي نكون و كما امرنا ذيننا و نبينا صلي الله عليه و سلم نلتزم بمكارم الأخلاق و شكراً مقدماً

مقدمة
في يوم الجمعة ٢٨ ابريل ٢٠١٧ و في قلب القاهرة و تحديداً في مبنى الكنيسة المرقسية بالعباسية وقع كل من البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية،،،،،«اتفاقا تاريخيا» على حد وصف وسائل الإعلام يومها، و كان الاتفاق يقتضي بتوحيد المعمودية بين الكنيستين، وعليه فمن أراد تغيير ملته من كنيسة لأخرى لن يكون بحاجة لإعادة التعميد، منهيا بذلك شقاقا لاهوتيا (دينيا) بين الكاثوليك والأرثوذكس استمر ١٦ قرنا. و للأسف مر الحدث او الخبر علي الشعب المصري المشغول دائماً بالكرة و توافه الأموار مروراً صامتاً و كأن شيئاً لم يحدث، في الوقت الذي احدث فيه الخبر او الحدث هزة عنيفة نتج عنها قيام صراع قديم مخفي داخل الكنيسة المصرية، قتل فيه البعض و تغيرات فيه قوانين كنسية من شأنها جعل الصراع اشد، و لعل اخر هذه النتاءج كان قتل الأب زينون المقاري داخل دير المحرق و ان كان الخبر قد تمت نشره بصيغة "انتحار" كالعادة

أن الذي ينظر الي الأتفاق التاريخي كما تم تسميته قد يعتقد للوهلة الاولي انه خبر سار و لما لا اذا علمنا ان أكثر من ألف وخمسمائة عام من الصراعات والقطيعة انتهت «نظريا» في ذلك اليوم بتوقيع تلك الوثيقة، وهو ما قوبل بمشاعر مختلطة بين المسيحيين في شتى بقاع الأرض…..و لكن الحقيقة ان الموضوع جد خطير،،،و ان هذا الصراع الذي يحدث سيضر الجميع بما فيهم المسلمين في مصر،،،،،،و لكي اشرح هذا لابد لنا ان نفهم ما طبيعة هذا الصراع و هذا الانشقاق و كيف بدأ الشقاق؟ ولماذا يعتبر توحيد المعمودية حدثا تاريخيا فارقا؟ و لماذا اقول انه سيضر الجميع بما فيهم المسلمين في مصر

في عام ٤٥١ م اجتمع رجال الدين المسيحي في مؤتمر عام سمي باسم «مجمع خلقيدونية» نسبة إلى المدينة التي استضافته، قبل أن يعقد ذلك المجمع (المؤتمر) كانت المسيحية طائفة واحدة، لكن خلافا لاهوتيا (عقائديا) دب بسبب هذا المجمع، ففي حين رأت كنيسة روما أن الابن منبثق من الآب والروح القدس، تمسكت الكنيسة الشرقية بأن الابن منبثق من الآب فقط، وعليه فمن نادي بالرأي الأول صاروا «كاثوليك»، (كلمة يونانية تعني عالمي)، و ومن انضم للرأي الآخر سموا أرثوذكس (كلمة يونانية تعني الرأي الحق)، وكانت تلك بداية انقسام الكنيسة تلتها انقسامات أخرى في كلا الجانبين…..و لكن هناك من يقول أن أسباب الانشقاق لعوامل سياسية لا دينية، وفقا لتفسيرات أخرى فإن «مجمع خلقيدونية» والذي دعا إليه الإمبراطور «مركيان» كان الهدف الحقيقي منه هو بسط نفوذ كنيسة روما، واعتبار البابا بها هو الحبر الأعظم، وأن تكون باقي الكنائس تابعة له، وهو ما رفضته كنائس الشرق فانشقت. و سواء كان الخلاف في أساسه لاهوتيا (دينيا) أو سياسيا فقد تمت تغطيته بالغطاء الديني فالنتيجة واحدة، الكنيسة انقسمت وأصبح لدينا كاثوليك وأرثوذكس، وتناصبا العداء وجرت بينهما دماء وصراعات لا مجال لسردها الآن. و قد انبثقت عن هاتان الكنيستين كنائس عده مثل البروتستانتية و الانجلية و غيرهم و ليس هذا موضوعنا الآن.

وهكذا ظلت العلاقات متوترة بين الكنيستين حتى عام ١٩٦٢، حين طالب البابا يوحنا الثالث بعقد مجمع (مؤتمر) كاثوليكي كبير في الفاتيكان دعا إليه أساقفة الكاثوليك في العالم أجمع، وسمي هذا المؤتمر باسم «المجمع الفاتيكاني الثاني» كان الهدف من هذا المجمع هو «إزالة تجاعيد الشيخوخة من وجه الكنيسة»، على حد تعبير البابا. ويمكننا ان نصف ذلك المجمع بأنه كان تنويريا، خرجت منه قرارات ثورية فيما يخص قضايا حقوق الإنسان، فضلا عن تعديل موقف الكنيسة الكاثوليكية من الكنائس الأخرى بل وسائر الأديان.. و بالمناسبة إصدار هذا الباب فيما بعد و تحديدا في سنة ١٩٦٥ مرسوماً يبرئ فيه اليهود من دم المسيح!-و هذا يعني سقوط اهم أركان لعقيدة المسيحية- و لكن ما يهمنا هنا في هذا المجمع هو اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بأشياء عده من ضمنها الكنيسة الأرثوذكسية. و لكن و على الجانب الآخر كان الأنبا شنودة اعتلى كرسي البابوية في مصر (عام ١٩٧١) وكان موقف البابا شنودة من الكاثوليك واضحا فالرجل (سلفي النزعة) حرم الاشتراك في صلواتهم، فيما يعتبر إشارة واضحة لكونهم مهرطقين (كفرة) وظل شنودة حتى وفاته متمسكا بأن الأرثوذكسية هي فقط الرأي الحق، ولعل لذلك كان أحد أسباب صدامه الشهير مع الأب «متى المسكين» الذي كان ضد انقسام الكنيسة وعبر عن موقفه بوضوح، قائلا: «إن كل انقسام حدث في الكنيسة معناه أن الإنسان بدأ يعالج أمور الكنيسة بفكر ذاتى عنصرى». و ما ان توفى شنودة وخلفه تواضروس على كرسي بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومنذ اللحظة الأولى بدت إرهاصات تشير إلى أن هذا الرجل تنويري ويتحرك صوب تقارب الكنيستين، وكان حضوره حفل تنصيب الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك وإلقائه كلمة في الاحتفال إشارة واضحة لموقفه. لم يكتف تواضروس بذلك فقط بل تحرك في زيارات بدت كلها انفتاحية، فزار اليونان بعد قطيعة أكثر من ٢٥ سنة بين الكنيستين الأرثوذكسيتين المصرية واليونانية، ثم ذهب إلى القدس بنفسه لحضور جنازة الأنبا إبراهام مطران الشرق الأدنى و طبعا كان هذا بدأية لتطبيع العلاقات مع اسرائيل ، فسرعان ما قام بإصدار قرار بأحقية المسيحيين المصريين في زيارة اسرائيل بعد ان كان شنودة قد حرم زيارة الاراضي المحتلة، وهكذا اصبح من الواضح ان تواضروس تجلى فيه انفتاحه وميله لإخراج الكنيسة من فكرة الفرد إلى المؤسسة وبعد أن كان البابا شنودة يتصدر المشهد دائمًا، أصبح اليوم للأساقفة مساحة أكبر للتحرك والظهور. لكن التحرك الأهم لتواضروس كان في ٢٠١٣ عندما ذهب لزيارة الفاتيكان، وهناك تحدث مع بابا الكاثوليك عن «توحيد المعمودية" وحتى ندرك أهمية تلك الخطوة، فإن «التعميد» هو صك دخولك للمسيحية، والبعض يعتبره الطقس الأهم من بين ٧ طقوس للدين المسيحي والتي تسمى «أسرار الكنيسة السبعة» وهم: التعميد- زيت الميرون- الزواج- الاعتراف- التناول- مسحة المرضى- الكهنوت

وانتشرت أخبار أن البابا تواضروس اتفق مع بابا الفاتيكان أثناء تلك الزيارة على (توحيد المعمودية) بين الكنيستين، بلغة أخرى هو صلح واعتراف من كل كنيسة بالأخرى، وأن الشرط الذي اشترطه تواضروس كان إذا اتفقنا على كافة التفاصيل سيكون التوقيع في القاهرة، وهو ما وافق عليه بابا الفاتيكان وحدث بالفعل. لكن ما إن حضر البابا فرنسيس وبدأت تسريبات عن نية البابا تواضروس للتوقيع على هذا الاتفاق، حتى انقلبت الدنيا رأسا على عقب في الأوساط المسيحية، وبدأت كثير من صفحات الأقباط تشن هجوما على البابا، مما دفع صفحة سكرتارية المجمع المقدس أن تصدر بيانا تستنكر ما وصفته بالأقوال الكاذبة، والإشاعات المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي اليوم التالي وقع الاثنان الاتفاق، الذي نشر نصه على الصفحة الرسمية للفاتيكان بشكل احتفائي لما وصف بالمصالحة التاريخية بين الكنيستين. و في نفس الوقت كان الموقف يتأزم هنا والهجوم على تواضروس يزداد حدة، فليس بالأمر اليسير على الأرثوذكس الذين أمضوا أكثر من ألف عام مقتنعين أنهم هم الرأي الحق تأتي اليوم ببساطة وتقول إننا كلنا عيال الله لا فرق بين كاثوليك وأرثوذوكس

جميل ما خطورة ان يتم سرقة البصمة الوراثية أحد المقربين من المجمع المقدس والذي يحتوي على ما يقرب من ١٢١ أسقف (هو بمثابة المجلس الأعلى لإدارة شؤون الأرثوذكس) تحدث سراً عن المجمع المقدس قائلاً: «المجمع منقسم على نفسه، فالحرس القديم (رجال شنودة) يرون أن ما يفعله تواضروس كارثي وأنه بذلك يهدي الإيمان لفئة مهرطقة (كافرة) وهو ما أثار غضبهم بالقطع، على الجانب الآخر فإن الأساقفة الموالين لتواضروس يرون أن ما يفعله الرجل هو عمل عظيم وتاريخي ويتماشى مع تعاليم المسيح». و يضيف المصدر أن «الحرس القديم لن يستطيع اتخاذ قرار بعزل البابا (الانقلاب عليه) أولا بسبب وجود رجال له داخل المجمع، ثانيا بسبب الأحوال السياسية التي تمر بها البلاد الآن، لذلك لجأوا لتسريب القصة لصفحات موالية لهم وهو ما أشعل الموقف وأثار الشجار الحالي على المنتديات والتجمعات القبطية، والهدف هو الضغط على البابا وإحراجه للتراجع عن موقفه، وهو ما بدا أنه وارد، خصوصا بعد أن بدأت نغمة جديدة تتردد أن التوقيع هو اتفاق على المناقشة ليس إلا، لكن المعارضين ردوا بأن الصيغة واضحة ولا داعي للتلاعب معنا بالألفاظ». على جانب آخر هناك أصوات في المنتصف ترى أن ما فعله تواضروس ممتاز، لكن قرارا بهذا الحجم لم يكن من الصواب مطلقا اتخاذه منفردا في الغرف المغلقة، ثم تفاجأ شعب الكنيسة به، كان الأحرى بك طرحه للنقاش المجتمعى أولا وتهيئة الرأي العام الأرثوذوكسي له ثانيا، قبل المضي قدما في التوقيع

وبعيدا عن صحة المواقف من عدمه، فالوقائع و الأحداث المتسارعة تقول إننا سوف نري الشعب المسيحي في مصر ينفجر في وجه تواضروس ويطيح به من على كرسي البابوية أو يسبب له حرجا بالغًا غير مسبوق....كيف ذلك و لماذا؟ فهذا ما ستعرفونه في الجزء القادم



إنعدام السلطة يٌحدث الفساد، و إنعدامها بدرجة مُطلقة يُحدث الفساد المُطلق



اقرأ ايضاً: الجزء الثاني  ماذا يحدث في الكنيسة المصرية الارثوذكسية

بدأ السادات ممارسة نشاطه فى سرقة البلد ونهبها منذ أول لحظة تم تعيينه فيها كنائب لرئيس الجمهورية فبعد ان تم توليه منصب رئيس مجلس الأمة ، ترك أنور السادات شقة المنيل التي تزوج فيها جيهان و إتخذ لنفسه "فيلا" بمنطقة الهرم ، ليسكن فيها مع زوجته "جيهان" وأبنائه الأربعة "لبنى ونهى وجيهان وجمال" ثم حضرت البريطانية "جلاديس" والدة "جيهان" للإقامة معها في "الفيلا"، فقرر "السادات" هو الآخر أحضار والدته السودانية "ست البرين" للإقامة معه في نفس "الفيلا"، لكن الموازين رجحت في صالح الأم البريطانية، وكان على "ست البرين" والدة السادات مغادرة "الفيلا" والبحث عن سكن آخر، خاصة أنها لم يكن لها مكان في شقة "كوبري القبة". و كانت شقة كوبري القبة و التي تقع في 1 شارع محمد بدر بمنطقة كوبري القبة في القاهرة قد استأجرها والد انور السادات بعد ان عاد من السودان و بعد ان تزوج للمرة الثانية من سيدة تُدعى "فاطوم"، وبعد عام من زواجه......اقرأ المزيد

أخترنا لكم