كيف تقوم بثورة في أربعة خطوات

الدليل العلمي و العملي للقيام بثورة لتغير نظامك القمعي


عزرا وايزامان يزور مصر بشكل غير رسمي بعد اقل من شهر من زيارة السادات لاسرائيل

كُتبت في ٨ مايو ٢٠٢١
الثورة ظاهرة مهمة جدآ في التاريخ السياسي. الثورة هي حركة سياسية في البلد حيث يحاول الشعب إخراج السلطة الحاكمة الظالمة. و تستخدم هذه المجموعات الثورية جميع إشكال الأعتراض و الاحتجاج بداية من التظاهرات و العصيان المدني حتي اللجوء الي العنف في محاولة إسقاط حكوماتها ، ثم يؤسس الشعب حكومة جديدة في البلد بعد إسقاط الحكومة السابقة. ويسمى هذا التغيير في نظام الحكومة (أو في القادة الحاكمة) ”حكومة الثورة“ لأن الثورة تتحول إلى سلطة حاكمة جديدة. أما بالنسبة لكلمة ”الثورة“ كمصطلح سياسي فهي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب. و لقد وصف الفيلسوف الإغريقي أرسطو شكلين من الثورات في سياقات سياسية
١- التغيير الكامل من دستور لآخر
٢- التعديل على دستور موجود

والثورة تُدرس على أنها ظاهرة اجتماعية تقوم بها فئة أو جماعة ما هدفها التغيير (لا تشترط سرعة التغيير) وفقا لأيدولوجية هذه الفئة أو الجماعة، ولا ترتبط بشرعية قانونية، كما تعبر عن انتقال السلطة من الطبقة الحاكمة إلى طبقة الثوار. و عليه فإن للقيام بثورة تحتاج إلى توحيد الناس حول هدف مشترك مثل اسقاط النظام الحاكم بشكل نهائي، و لكي تقوم بذلك فجب عليك ان تسير علي أربعة خطوات و هي الخطوات الرئيسية لهذا التحرك و لكل خطوة منها عدة عناصر سأتناولها في هذا المشروع
الخطوة الأولي: الموضوع أو الهدف
الخطوة الثانية: تكوين القوة الثورية
الخطوة الثالثة: تحديد و بلورة الفكرة
الخطوة الرابعة: أختيار إستراتيجية الحراك

أولاً: الموضوع أو الهدف
١- تحديد هدف محدد لتنظيم الثورة
ابحث عن موضوع محوري او مركزي لتثير به ثورتك ... إسقاط الحكومة أو إسقاط النظام ككل... حدد هذا الموضوع و وضح للجماهير أن النظام هو السبب الحقيقي لهذه المشكلة لأن النظام هو أصل الشرور. يجب عليك صياغة هذا الموضوع في جملة قصيرة و بسيطة لتوضوح بها قضيتك و لكي تصل الي كل الناس و من ثم خلق رسالة واضحة و بليغة و فعالة و يظهر فيها ان الهدف هو هدف مشترك بين كل طوائف الشعب أو علي الأقل الكثير منهم. بعد ذلك يجب أن تشعر الجماهير أو من يتلقي رسالتك ان الثورة ثورتهم هم و ليست ثورتك انت وحدك

٢- تحديد الأسباب و الضرورة التي تدعو الي إسقاط النظام
يجب تحديد مجموعة المشاكل التي يسببها النظام الذي تريد إسقاطه ”فقر، حوادث قطارات، سد النهضة ، الإعتقالات التعسفية و التعذيب و الاعدامات وقضايا الفساد،،، و غير ذلك“ مع مراعاة إنه يجب تقديم كل مشكلة بشكل منفصل بتفاصيلها و بشكل منطقي و موضوعي و البعد عن المبالغة حتي لا نفقد المصداقية، و لا تقلق فإن الإنظمة القمعية ترتكب من الجرائم ما يفوق المبالغة و الأفورة ، ثم وضع حلول عملية و معقولة لكل مشكلة مع الحرص علي البعد عن تعقيد هذه الحلول، مثال إذا تحدثنا عن مشكلة حوادث القطارات و وضحنا خطورة هذه المشكلة و ذكرنا جميع الحقائق عن الحوادث و عن تهالك كل قطارات هيئة سكة حديد مصر و ذكر في الوقت نفسه نسبة الأرباح و نسب الفساد و السرقات في هذا القطاع مع مراعاة توصيل فكرة ان هذا الضرر يصل الي المتلقي او الفرد بشكل شخصي و مباشر و من ثم تقديم بعض الأفكار او الحلول التي تطرحها علي اساس حل لهذه المشكلة او علي الأقل رؤية قادة الحراك الثوري لحل المشكلة، و يجب ان تكون حلول منطقية و في الوقت ذاته تقنع المتلقي او الفرد انها لن تكلفه شئ سوي إزاحة النظام و تقديم ادارة جديدة قادرة علي حل المشكلات

٣- وضع خطة عمل سواء مكتوبة أو مرئية تتضمن المسئوليات و الأنشطة و الجداول الزمنية لخطط التحرك و نوعها سواء كانت مظاهرات ، أو اعتصامات او حتي عصيان مدني، و الأهم من ذلك هو تخصيص لجنة لقياس التقدم في تنفيذ الخطة و التحركات

٤- وضع خطة لتأمين موارد الحراك، يجب أم وضع خطة للدعم الذي ستتلاقاه الحركة سواء كان دعم مالي او دعم شعبي أو دعم خارجي و توظيف كل هذه الموارد لتأمين الخطة التشغيلية للحراك

ثانياً: تكوين القوي الثورية
١- القائد أو الرمز
في هذه المرحلة سنكون في حاجة الي طرح قائد للحراك حتي يكون هو الوجه المٌعبر عن هذا الحراك، يجب ان يكون ذو شخصية كاريزمية و فصيح اللسان و قادراً علي شحن الجماهير، و لإننا نعيش في ظل نظام مجرم و لن يسمح بوجود هذا الشخص إما عن طريق سجنه او قتله من الأساس، فإننا يمكننا التغلب علي هذه المشكلة عن طريق أختيار رمز ثوري ممن هم داخل السجون و ننشر اقتباسات من كلامه و نجيش الجماهير من خلف ، و في الحقيقة إننا كان لدينا أفضل شخص كان يمكن أستخدامه كرمز للحراك و هو الدكتور محمد مرسي -رحمه الله- غير إن الايد الآثمة لم ترد لنا ذلك، و بناءاً عليه فإنني أرشح أسم مثل أسم الشيخ حازم أبو إسماعيل، فلو أننا روجنا له كرمز و قائد للثورة سنجمع أكبر قوة من الناس بالإضافة الي ان هذه القوة ستضغط علي النظام للإفراج عنه

٢- تجنيد النشطاء و تنظيمهم
نحن في حاجة الي تجنيد عدد كبير من النشطاء الذين سيقودون و ينظمون الحراك في الشارع، و يجب أن يكون هؤلاء الأشخاص جادون و ملتزمون و راغبين في العمل للحراك، و أن يكرسوا أوقاتهم و جهودهم من أجل القضية. و يجب أن نراعي في اختيار الأشخاص ذو المهارات التي تستطيع التعامل مع تقنيات و يعرفون كيف يتفاعلون مع وسائل الإعلام خصوصاً السوشيال ميديا لحشد الجماهير للمشاركة في المظاهرات و الحراك كما أن هؤلاء النشطاء يجب أن يكون لديهم قدرة عالية علي توظيف الفنون و صناعة المحتوي مثل أعداد الرسومات و الأعمال الفنية مثل جرافتيي الشوارع و أعداد أغاني حماسية و تصويرها و نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و حتي الخطاب الديني يجب توظيفه خاصة فيما يتعلق برفع الظلم و بذل النفس في سبيل اظهار الحق و نصره. و علينا أن نتذكر إن إحداث الثورة هي عملية شاقة جداً لانها تتطلب الاهتمام بهذه النقطة بشدة لان مسألة التنظيم علي المستوي الشعبي أو مستوي القاعدة يحتاج مجهود كبير و أي خطأ في أختيار النشطاء او القادة الذين سيبنون هذه القاعدة الشعبية قد يتسبب في إفشال الثورة و تحولها الي مجرد تمرد مدني صغير سيتم القضاء عليه بسهولة، أما في حالة النجاح في اختيار النشطاء الأفضل و المخلصين فهو القادر علي ناجح الثورة و إستمرارها حتي تحقيق كل أهداف الثورة
تعقيب: يجب توظيف المعارضة في الخارج ضمن فرق النشطاء و توظيف جهودهم في الترويج للثورة في الخارج

٣- بناء شراكات مع أشخاص و مجموعات أو البحث عن مؤيدين للحراك الثوري
يجب علينا بناء شراكات مع أشخاص و مجموعات أو تنظيمات أخرى. لابد البحث عن مؤيدين للتغيير لنقيم معهم تحالفات. سنحتاج إلى أشخاص من داخل وخارج مؤسسات الدولة أو من الهيكل المجتمعي ، بمعني المجموعات المنظمة بالفعل ولديها قوائم عضوية وعمليات أرضية (النقابات و جمعيات المجتمع المدني و قادة فرق الالتراس كمثال على ذلك) أما علي مستوي الأشخاص فيمكننا أن نتواصل مع رجال الأعمال الكبار المغضوب عليهم من النظام و نقوم ببناء شراكات معهم أو تحالفات. يجب تحدد هؤلاء الأشخاص بالاسم ثم التواصل معهم و طلب دعمهم. كما يجب اختار بعض الأشخاص المؤثرين و الذين قد تنفعنا شراكاتهم في الوصول إلى المزيد من الأشخاص. و عليه فإن قاعدة الاختيار يجب ان يقوم علي مزج الأشخاص من ذوي نقاط القوة المختلفة و بناء التحالفات و الارتباط مع الشركاء الآخرين والأشخاص الذين يعملون بالفعل على نفس القضية أو قضية مرتبطة بها لإحداث تغيير ، و علينا ان نتذكر أننا سنحتاج إلى ١٥٪ على الأقل من السكان لإحداث تقير حقيقي و إسقاط النظام بشكل كامل. و بناءاً عليه يجب العمل علي جلب تحالفات و شراكات جديدة علي طول الوقت

٤- تجنيد المثقفين و اساتذة الجامعات ، الكُتاب و الفنانين و الصحفيين
لابد أن نقتنع ان الثورة ليست فقط مجرد التظاهرات و الاحتجاجات التي في الشوارع و الميادين أنما الثورة لابد ان تلقي دعماً من النخبة الثقافية و الفنية بمعني الأساتذة الجامعيين و الباحثين الأكاديميين والمؤلفين و الصحفيين والفنانين والمتحدثين وكتاب الرأي. أن هذا الدعم له أهمية كبيرة فهو يعطي الأساس المنطقي الذي سيقنع الشعب بشرعية هذه الثورة و ذلك من خلال صياغتهم النظرية المقنعة للشعب للبدء في الحراك. و طبعاً نحن جميع نعرف انه ما في ثورة قامت الا و قادتها عقول نيرة و تقدمتها نخبة سمي البعض منها بخطباء الثورة و اصوات الثورة كما ان هؤلاء المثقفين يمكنهم أيضًا المساعدة في إنشاء رؤية متماسكة وواضحة من شأنها أن تثير الجماهير حول ما يمكن أن يحمله المستقبل و يستطيع صياغة أو تقديم الشكل الذي ستبدو عليه الدولة الجديدة بعد نجاح الثورة و يستطعيون إيضاً الترويج لهذا الشكل الجديد علي مستوي العالم الخارجي

٥- ضم شخصيات ذات صفة علمية
هذه النقطة إيضاً غاية في الأهمية حيث أن انضمام بعض الشخصيات ذات الصفة العلمية -مثل عصام حجي أو ممدوح حمزة أو غيرهم- سيكون له أثر كبير علي أكتساب الحراك للمصداقية ، فهؤلاء سيقدمون الأرقام و البيانات العلمية في اي نقاش مما سيرة النظام و يجعل الحراك له مصداقية و يقنع الشعب إن هذا الحراك عنده رؤية و منهج علمي محترم و بذلك سينجح الحراك في دحض اي حجج او محاولة من النظام و داعميه للنيل من الحراك و تشويه علي اساس إنه محاولة تخريبية



الظابط وينجيت علي ظهر حصانه الابيض و هو يدخل بقواته الي اديس آبابا بعد هزيمة الطليان و الإستيلاء علي اثيوبيا


ثالثاً: تحديد و تصدير الفكرة
١- توظيف الفنون و صناعة المحتوي
يجب علينا أن نقوم بتصدير فكرة الحراك عبر إستخدام كافة أنواع الفنون و القوالب الاعلامية و الدعاية و ليس فقط التركيز علي الكلمة المكتوبة او النقاشات السياسية الجدلية ، فربما تستطيع أغنية قصيرة مدتها دقيقتين في تصدير الفكرة للشعب و إلهاب مشاعره و دفعه الي التحرك أكثر من مقالة سياسية دسمة لا يستطيع الفرد العادي فهمها او حتي لو فهمها فهي لن تمس مشاعره بالشكل الكافي، مثال علي ذلك أغنية مثل أغنية ”الفقر غربة في الوطن“ لأحمد سعد كان لها تأثير غير عادي في سنوات مبارك الأخيرة (أضغط هنا لتسمع الأغنية) و نفس الشي مع قصائد و أشعار هشام الجخ و أحمد فؤاد نجم و الشيخ أمام، و نفس الشئ مع الرسومات الجدارية لها تأثير علي العقول في جميع أنحاء العالم إياً كانت ثقافته ، حتي لو شعار بسيط علي الحائط قد يكون له تأثير أكبر من مقال سياسي ضخم مثال علي ذلك، تلك العبارات التي كان يكتبها شخص غريب الأطوار في الإسكندرية تحت اسم جمال الدولي في الثمانينيات و التسعينيات و التي كان منها عبارة مازالت عالقة في ذهني حتي الآن و هي عبارة ”حاكم ظالم و شعب جبان“

٢- تصدير الفكرة
يجب إستخدام كل إمكانيات وسائل الإعلام الجديد، و الحمد لله علي نعمة الإنترنت التي تعطي الفرصة لإي شخص لتصدير فكرته و الوصول الي الجماهير. و عليه يجب أن يكون هناك موقع أو أكثر ثابتين و يجب ان يكون توجه الموقع واضح انه يسعي نحو التغير حتي تطمئن الجماهير لذلك و مع هذا الموقع يجب أن يتم إنشاء حسابات و صفحات علي جميع انواع وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك و توتير و سناب شات و انستجرام و تيك توك و يوتيوب و غير ذلك) و يجب ربط كل هذه الحسابات بالموقع او المواقع التي سيتم انشاءها حتي إذا ما تم إغلاق اي حساب أو حتي الحسابات كلها يظل هناك الموقع ثابت حتي يرجع الناس إليها لمعرفة أخبار الحراك و إيضاً للاعلان عن حسابات السوشيال ميديا الجديدة. و يجب علينا أن نعتني بوسيلة الكلابهاوس جداً لإنها من ستوصل أصواتنا بوضوح و سهولة للجماهير خصوصاً بعد ان يكون متاح لنظام الاندرويد ، يجب ان تتوزع جهودنا في الكلابهاوس علي نوعيات مختلفة من الغرف و ليس انشاء غرفة واحدة أنما عدد من الغرف منها ما يطرح موضوعات تاريخية أو توعوية في شكل ندوة او محاضرة و منها ما يقدم نفسه في شكل نقاش مفتوح مع الجماهير مع مراعاة عدم تعارض اوقات فتح الغرف مع بعضها

٣- صناعة الشعارات
يجب صناعة شعار و تصديره للجماهير ، و لابد ان أختيار هذا الشعار بعناية و يجب أن يكون الشعار ذو بُعد أخلاقي و مناشدة للعقل و جاذبية عاطفية حتي يجد استجابة شريعة عند الجماهير ، مثال علي ذلك في ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ كان الشعار ”عيش..حرية..عدالة إجتماعية“ فكلمة ”عيش“ تشكل جاذبية عاطفية حيث أنها تخاطب شعور الشفقة عند الناس و لفت أنظارهم لمشكلة الفقر. و كلمة ”حرية“ لها بُعد أخلاقي يتمثل في حرية الإنسان و رفضه للعبودية، أما كلمة ”عدالة إجتماعية“ فإنها تمثل ”مناشدة العقل“ حيث أن الشعب يعرف أننا لدينا أجهزة أمنية قمعية و قضاء فاسد و ظلم يكفي العالم كله، و بالتالي فإن استخدام هذه الكلمة في الشعار تثير إعمال العقل و التفكير. و لذلك أنا لا أميل لشعار ثورة النيل ، يجب صناعة شعار يحفز الناس و يظهر شعبية الحراك لدى الناس سواء علي المستوي الشعبي او في السلطة و العسكريين. فكلما زادت الشعبية في المجتمع ، كلما قل احتمال القمع العنيف

رابعاً: أختيار الإستراتيحية
١- البدء في التحرك
البدء في التحرك هو طبعاً الخطوة التي ينتظرها الجميع سواء الثوار او النظام القمعي نفسه و لذلك يجب أن يبدأ الحراك بذكاء، و لذلك فيجب أن يبدأ الحراك في شكل مناورات احتجاجية مثل مظاهرات سلمية أو اعتصامات أو حتي مقاطعة للنظام و آلياته و ذراعه و خصوصاً اذراعه الإعلامية. و هنا يجب أن ندرك أن الأنظمة و الحكومات الغير شرعية لا يسعدها أن تري اي نوع من التمرد من شعوبها و لذلك فإنها ستفعل أي شيء لسحق الحراك أو الثورة. و لذلك فإننا يجب أن نتذكر دائماً أن الهدف الأكبر للثورة هو قلب الحراك ، و إن قادة الحراك و تحالفاتنا هي عقل الحراك ، و ان الإجراءات التي نتخذها هي أيدي و اطراف الحراك و عليه فيجب علينا أن نضمن حماية ضرب قلب و عقل الثورة، أما الأيدي و الأطراف فعليها أن يتم تأهيلها لتلقي الضربات و تغير استراتيجيات أداءها و تطور من تكتيكات مناورة و مواجهة النظام و ان تكون قابلة للتكيف مع الظروف السياسية المتغيرة و يجب أفهام الجماهير و أنصار الثورة ذلك و عليهم ان يعلموا ان حركة الثورة بطئية و ان هناك فرق بين الثورة و الانتفاضة التي تتميز بالسرعة و تنتهي إيضاً بسرعة، فعلينا ان نتعلم أن الثورة تتطلب صبر و طولة بال

٢- أختراق مؤسسات الدولة التي لها علاقة بالنظام
أننا أتحدث هنا عن جميع المؤسسات باختلاف أنواعها سواء كانت مؤسسات حكومية رسمية مثل الجيش أو الشرطة أو البرلمان أو الوزارات أو مؤسسات غير رسمية مثل الكنيسة و الأزهر أو النقابات و الاحزاب أو جمعيات العمل المدني و هذا الاختراق ممكن أن يكون عن طريق استقطابها أو علي الأقل تحيدها عن الوقوف مع النظام أو شن هجمات عليها في حالة وقوفها في صف النظام و هذه الهجمات ليس من الضروري أن تكون هجمات ميدانية أي علي مقراتها أنما يمكن أن تكون هجمات إلكترونية عن طريق الهجوم السيبراني و أختراق أنظمتها خاصة المؤسسات الأمنية (جيش و شرطة) و بناءاً عليه يجب مراجعة القاعدة البيانية التي قام بإعدادها نشطاء و قادة الحراك الذين تحدثنا عنهم مسبقاً في بند تكوين القوي الثورية

٣- التحرك نحو الهدف
أعلن بوضوح عن تحرك في هذه المرحلة نحو الهدف الأكبر و هو إسقاط السيسي نفسه و أحرص علي الإعلان بوضوح إنك لن تدخل في صراعات مع أطراف أخري غير هذا الهدف ”السيسي“ و لذلك أن أقترح أن نهدأ من نبرة تخوين و شتيمة الجيش المصري و التحدث عن الانحلال او الانحراف الاخلاقي لضباطه و افراده. يجب التركيز علي خلق أو إنشأ حالة بليغة من الكلمات و الافعال و العبارات للتغير من خلال استقطاب الأطراف الاخري في سبيل إسقاط الهدف الأكبر ٤- الدفع بالنخبة الثقافية و العلمية لتصدر المشهد أدفع بتلك النخبة الثقافية و العلمية التي تحدثت عنها في بند تكوين القوي الثورية الي الأمام و لتصدر المشهد ليقدموا للناس صوراً مختلفة من أنتصار الثورات و حركات الحقوق المدنية من قبل ، و ربما تستطيع هذه النخبة توضيح عورات النظام القمعي و فضحه و تشويه صورته و التشويش علي اي محاولة التفاف علي الثورة أو إعادة توليد نسخة جديدة للنظام . هذه النقطة او الحرمة قمة في الأهمية لأن هذه النخبة ستكون هي خطباء الثورة و القوة المنطقية التي ستجعل النظام القمعي الفاقد للعقل و المنطق يترنح أما إساليب تلك النُخبة من الضغط عليه بنشر الوعي و ترجمة افكار الثورة و حتي باستخدام اساليب فضح النظام و السخرية منه في ظل تكتكات معينة ستضعها تلك النخبة

٥- التحرك نحو العصيان المدني
بعد بلورة كل هذه الأفكار و تكوين القوي الثورية و البدء في التحرك علينا أن نتحرك اولاً نحو الإعلان عن فكرة العصيان المدني مع طمأنة الجماهير ان الدولة لن تستطيع اتخاذ اي اجراء مع من سيقومون بتنفيذ العصيان المدني كلما كبر العدد، سنطلب من المصريين الذين آمنوا بفكرة الحراك و بعد كل هذه المجهودات أن يبدأوا تنفيذ فكرة العصيان المدني بشكل جزئي، و ذلك عن طريق اتخاذ يوم معين سنتفق عليه أن يغيبوا عن أعمالهم و الا يستخدموا وسائل المواصلات و الا يشاهدوا التلفاز في ذلك اليوم و الحرص علي اغلاقه هو و اجهزة الراديو. لو نجح هذا الاضراب او العصيان ليوم فقط بدون اي مواجهة مع القوات او حتي النزول الي الشارع سيدرك النظام خطورة الحراك و سيبدأ في التصرف بعصبية و بناءاً عليه نبدأ في تصعيد العصيان المدني لفترات اطول حتي الوصول بالتدريج الي نقطة العصيان المدني الكامل، و هنا أحب ان اقول ان لو أتخذت الدولة اي اجراء ضد من قاموا بالعصيان يجب علينا تنفيذ خطة بديلة او خطة رد علي القمع و هي اعلان حالة صيام عام أو أضراب عن الطعام ، و طبعاً رد الفعل هذا سيلفت أنظار العالم و الصحافة العالمية مع الاهتمام بقيام معارضة الخارج بالترويج للثورة و الحراك كله

٦- البدء في تنفيذ خطط التظاهرات
هذه هي الخطوة الأخيرة بالرغم أن أغلب المتحدثين و النشطاء يظنون انها الخطوة الأولي ، يجب البدء في تنفيذ خطط التظاهرات التي تم وضعها من قبل قادة الحراك واصدار الاوامر للنشطاء الذين تحدثت عنهم في التقطة الثانية من البند الثاني (تكوين القوي الثورية) يجب علي قادة الحراك و النشطاء تحديد الأماكن العامة التي ستتجمع فيها التجمعات مع مراعاة ان تكون أماكن مفتوحة من كل الجهات لسهولة الدخول و الخروج و المراوغة في حالة وقوع صدامات مع الشرطة او قوات الامن التابعة للنظام، كما يجب ان أختيار الوقت أو توقيت النزول بحكمة و أختيار يوم مميز لا يستطيع النظام فيه ان يرفع حالة الطواري أو لو فعل لا يستطيع الصمود، نموذج علي ذلك ايام الأعياد و العطلات. احرص علي ان يظهر النشطاء و المجموعات التي تحتها مل ما لديها من إمكانيات فنية و عوامل جذب للناس، أغاني، خطب، لوحات و شعارات و غير ذلك.

علي الهامش

يجب علينا أن نثق تماماً أن تفاعل الناس مع الحراك سيتخذ طرق مختلفة للتغيير. و لقد وجد الباحثون و الخبراء الاستراتيجيين أن عملية التغير تمر بخمس مراحل
المرحلة الأولى تسمى "التفاؤل" وهي مرحلة شهر العسل من المشروع. ستكون هناك طاقة وحماس في هذه المرحلة و مع ذلك ستظهر المشاكل و النتيجة ستكون الانتقال الي المرحلة الثانية

المرحلة الثانية هي مرحلة "التشاؤم المستنير“ فيعتقد البعض أنه ليس هناك امل او ان النظام أقوي من الحراك و سيقضي عليه و ربما قد يتخلي بعض النشطاء عن فكرة الحراك و لكن يجب علي القادة الاستمرار و عدم الرضوخ لتلك الفكرة و بذل المزيد من الجهد و يجب تكوين لجنة عملها هو نشر الأمل و استمرار حالة التفاؤل من أجل الاستمرار في الحركة ، و هنا سننتقل الي المرحلة الثالثة

المرحلة الثالثة هي مرحلة ”الواقعية المتفائلة“ و أعتقد اننا الآن في هذه المرحلة و هي مرحلة تحويل التفاؤل و الأمل الي جهد واقعي عن طريق تحديد المشاكل ووضع الحلول و وضع أكثر من سيناريو و خطة للحراك و العمل عليها بجديدة مع مراعاة الابتعاد عن العشوائي في التنفيذ او القفز في المراحل

المرحلة الرابعة هي مرحلة ”التفاؤل المستنير“ و ذلك عندما تعود الثقة لقادة الحراك و الأمور الي الأصل و هو التفاؤل و الحماس و لكنه وقتها سيكون حماس و تفاؤل واقعي و مستنير. و هنا سنذهب الي المرحلة الخامسة و الأخيرة

المرحلة الخامسة و هي ”مرحلة الاكتمال“ و هذا الاكتمال سنشعر به عندما يمكننا إظهار نتائج ملموسة وتوصيلها الي الجماهير، وعندما يري الجماهير بداية إنهيار النظام و تخبطه في قرارته أو هروب و تخاذل قواته الأمنية

تموت الثورة عندما يقتل الطغاةُ الثوارَ ولكن عندما يعتقد هؤلاء الثوار أن الاستسلامَ خيارٌ أكثر جدوى من المقاومة ......من رواية "رماد الصبار" لمحمد عبد السلام السنوسي



اقرأ ايضاً: الجزء الثاني  من أسطورة القط ذو السبعة ارواح

عندما قدم ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير عرضه او صفقته لاسامة بن لادن كان رد فعل اسامة بن لادن غير كل ما يتوقعه اي انسان، فالحقيقة ان اسامة بن لادن رفض الفكرة بالكلية و قال له بشكل مباشر "انتم مثل الشياطيين تريدون ان تدمروا بلادنا" و رفض بن لادن كل الاغراءات و ايضاً التهديدات، و قال انه كان يحارب الروس الملاحدة و ان امبراطوريتهم قد انهارت الآن -يقصد الاتحاد السوفياتي- ولقد جات الي السودان مستبشراً بهذا النظام الاسلامي الجديد و اريد ان نتحول الي مجتمع بناء. و بالفعل و كما قلت في الجزء السابق ان اسامة بن لادن قد نجح في نقل معظم أرصدته المالية الي السودان وإنه قد بدأ العمل في مجال المقاولات فإنشاء الطريق بين الخرطوم وبورسودان كما انه قام بإنشاء مطار بورسودان و لمن لا يعرف فان شركة اسامة بن لادن هي شركة ......اقرأ المزيد

أخترنا لكم