اسطورة لا تموت

محاولة فهم خلفية الاعلامي توفيق عكاشة

كُتبت في ا مارس ٢٠١٦


إبن خلدون فى مقدمته الشهيرة فك الإلتباس فى مفهوم " التاريخ يعيد نفسه " وأكد على إن الحدث الجديد بيسحب الأضواء من الحدث القديم والقديم بيصبح تراث .. ولإنى معنى بالتراث هسعى فى إعادة بريق الحدث القديم على أمل فهم الحدث الجديد .. مجلة القوات المسلحة العدد 370 أول يناير 1962 اعادت فتح ملف " الذين خانوا عرابى " والملف تماهى بشكل او بآخر مع ريبورتاج سبق ونشرته مجلة التحرير 25 فبراير 1953 ، ومجلة التحرير كانت تابعة للشئون العامة للقوات المسلحة ، ورئيس تحريرها لفترة كان الرئيس الأسبق الراحل أنور السادات . فى عدد القوات المسلحة إقتباس لفقرتين من مذكرات عرابى شكلوا بداية خيط الريبورتاج .. الفقرة الأولى " لما بلغ الخديو هول هذه الواقعة – إنتصار الجيش المصرى على الإنجليز فى معركة القصاصين الأولى 28 أغسطس 1882 – أرسل وفدا إلى الإسماعيلية مؤلفا من محمد سلطان باشا – والد هدى شعراوى – وعمر لطفى باشا وزكى بك إبن أخت يعقوب سامى باشا لينضموا إلى زهران بك المعين مع الجيش الإنجليزى ليبثوا العيون والجواسيس على جيشنا ، وليتخابروا مع بعض الضباط المصريين – منهم خنفس باشا – الذين فسدت عقائدهم وضعفت عزائمهم ، وقد كلف بعض رجال الوفد المذكور بالتنقل فى البلاد الريفية ليدعوا العمد والأعيان لطاعة الإنجليز ومساعدتهم إتباعا للمنشور الخديوى .. وقد إنضم إليهم فى هذه الخيانة السيد أفندى الفقى " .. والفقرة التانية من مذكرات عرابى " وأسباب هذا الخزلان هى أنه فى خلال تلك الأيام كانت الرسائل تبعث من قبل الخديوى إلى كبراء الضباط بالوعد والوعيد معلنة لهم أن الجيش الإنجليزى لم يحضر إلى مصر إلا بأمر من السلطان خدمة للخديو وتأييدا لسلطته ، وكانت توزع بواسطة محمد باشا سلطان رئيس مجلس النواب ، وبواسطة جواسيس منهم السيد الفقى عضو مجلس النواب عن مديرية المنوفية".

تمن الخيانة طبقا للمجلة 8000 فدان للسيد الفقى .. واللى أقام الأفراح والليالى الملاح فى الوقت اللى الوطن لبس فيه السواد حزنا على آلاف الشهداء وحزنا على بداية إحتلال ، وحزنا على أهالى بيتم محاكمتهم وإعدامهم على ناصية كل شارع بتهم خيانة الذات الخديوية والسلطانية والإنجليزى ، والإنضمام للعاصى أحمد عرابى .. فى كمشيش فرض السيد الفقى سلطته بعد إستلام جائزته وتحت حماية إنجليزية ، وأطلق على الفلاحيين لقب " العبيد " ، وكانت بداية لفصل إسود فى تاريخ الإستبداد والقهر والظلم ، وزى ما قال نوبار باشا فى مذكراته كان العمدة أو الملتزم هو الحاكم الأمر الناهى الواجب طاعته ، واللى بيحدد الإتهام وبيصدر الأحكام .. لو رجعنا لقصيدة نجيب سرور الحذاء – فى العنوان مفارقة غريبة – هنلاقيه بيجسد الوضع .. ويفهمنا ليه إنكسر الإنسان جواه ووصل بيه الحال لصاحب " الأميات "
أنـا ابن الشـــقاء
ربيب (الزريبــة و المصطبــة
وفى قـريتى كلهم أشـــقياء
وفى قـريتى (عمدة) كالاله
يحيط بأعناقنــا كالقــدر
بأرزاقنـــا
...
...
... رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء
وينهــال كالســيل فوق أبى
أهـــذا .. أبى؟

ومن الأب للإبناء ميراث من السلطة على الفلاحيين .. فى نفس المجلة عريضة إتهام من السيد عبد اللطيف خضر مقدمة للحكومة عام 1948 ضد العمدة صلاح الفقى وفيها " أراد العمدة صلاح أحمد الفقى فى أول أكتوبر عام 1948 أن يغتصب أطيانى وأن يشتريها منى بالقوة وبالثمن الذى يحدده .. صعبت على الأرض ورفضت البيع غاعتدى على وعلى أولادى بالضرب القاتل وكسر ذراعى ومكثت فى المستشفى 23 يوم .. ثم أتلف رجال العمدة زراعتى وحرق منزلى ، وأخيرا وضع يده على الأطيان بالقوة .. وكل هذا ثابت فى محاضر البوليس وفى تحقيقات النيابة " وعريضة أخرى من عشرات الفلاحين والفلاحات " لقد إغتصب أطياننا صلاح الفقى ووالده أحمد الفقى بأساليب يأباها العقل وتتنافى مع أبسط مبادئ الإنسانية .. لقد إستولى على أطياننا بالقوة وبتمن صورى يعادل 20% من ثمنها الحقيقى وتم هذا فى عهد إبراهيم عبد الهادى " .. وعريضة تالتة عليها مئات التوقيعات والبصمات " الاول كنا بنشتغل ببلاش رغم انفنا وبالضرب فى املاك الفقى اللى نهب أرضنا وأرض جدودنا من أيام ما خان عرابى وادت له الانجليز الارض وزودها بنهبه وعرقنا ودى مش اموالهم الحقيقية اللى يورثوها حلال دى اموال اللى ماتوا واللى اتيتموا واللى جاعو واللى اتعروا واتشردوا " وغيرها وغيرها وغيرها من إنتهاكات

الأمر غير خاص بأسرة كاملة عكاشة أحد أفرادها .. الأمر خاص بأفراد داخل أسرة كبيرة .. لإن على الجانب الآخر مجلة التحرير 25 فبراير 1953 كتبت عن ابو العينين الفقى اللى تضامن مع الفلاحين فى ثورتهم ضد الظلم وقال : لقد نفذ صبرنا ، ومحمد الفقى اللى قال : هم أقربائى لكنى لا أحبهم .. من المستحيل إيجاد أسرة واحدة على نمط واحد . وما بين التطبيع مع الإنجليز قديما والتطبيع مع إسرائيل حديثا صكوك وطنية توزع من خلال هؤلاء .. تهمة العيب فى الذات الخديوية بيقابلها حاليا تهم العمالة والماسونية .. نهب الأراضى والأطيان بيقابلها حاليا نهب العقول والتغييب .. وما بين " حذاء " نجيب سرور و " حذاء " كمال أحمد .. سنوات من الوجع .

عن توفيق عكاشة بقلم السفير هاني بسيوني،،،،،،،هام للغاية،،،، لم استغرب ان توفيق عكاشة استضاف السفير الاسرائيلي في مصر كوني اعلم من هو وما هي خلفياته .. فقد بدأ توفيق حياته بالتليفزيون المصري بعد أن توسط له أحد فلول الحزب الوطني المنحل ليعينه بالكوسة والمحسوبية واستغلال النفوذ .. وفي ذلك الحين كان صفوت الشريف وزيراً الإعلام واستثمر توفيق تواجده في التليفزيون في نسج علاقات وثيقة مع الأمانة العامة للحزب الوطني بقيادة يوسف والي . ومنذ معرفته بيوسف والي لم يترك توفيق مرة واحدة يقابل فيها يوسف والي إلا وينحني ويطبع قبلة علي يديه كما كان يفعل مع صفوت الشريف ( او موافي - كما كان اسمه ايام عمله السابق بالجهاز - .. ماعلينا ..!! ) المهم .. كان توفيق يذهب لوزير الزراعة السابق ونائب رئيس الوزراء ليتابع أخبار الأمانة العامة للحزب الوطني بصحبة كاميرات تليفزيون الدولة الرسمي . واحتضنه والي ضمن مجموعة من الشباب تجاوزت الخمسة عشر فتي وفتاة وأكثر وهؤلاء من ضمنهم عكاشة الذي تم اختياره بعناية فائقة واخضع لاختبارات كشف كذب في تل أبيب . وقد تم تجنيدهم في شبكة شبابية أسسها الرئيس الإسرائيلي السابق / شيمون بيريز ، أطلق عليها اسم " شبكة قادة المستقبل " وكانت تضم شباب من أحزاب مصرية وأردنية وفلسطينية وإسرائيلية ، وهؤلاء الشباب تم إعدادهم علي أيدي خبراء صهاينة أغلبهم عملوا من قبل بجهاز الموساد ليقودوا بلدانهم والمنطقة تجاه السلام والرخاء .. وهكذا توطدت علاقات توفيق بالموساد الإسرائيلي . وكان يرأس فرع الشبكة في مصر الدكتور شريف والي ابن شقيق يوسف والي وهو رئيس رابطة خريجي جمعية جيل المستقبل التي كان يرأسها جمال مبارك وكان من أبرز قيادات محافظة الجيزة فيها

أما توفيق عكاشة فقد تعددت زيارته لإسرائيل ، فكان يتردد مع أعضاء الشبكة علي القدس وتل أبيب وبقية مدن فلسطين المحتلة أكثر من مرة وتلقي مع رفاقه محاضرات علي أيدي أرفع خبراء جهاز موساد ، وظل هذا الأمر قائماً والشبكة تعمل . وحين تم فضحهم في حملات صحفية شهيرة قادتها جريدة الشعب آنذاك وهزت مصر كلها قبيل عام 2000 ، وفي إثر ذلك صدر قرار سيادي اسرائيلي بتجميد نشاط الشبكة . وحصل توفيق علي خمسة آلاف فدان في مدينة أكتوبر من الأراضي المستصلحة مكافئة له من والده الروحي آنذاك د.يوسف والي تقديرا لجهوده ، وأسس على اثرها توفيق عكاشة جمعية للإعلاميين خاصة بزراعة الأراضي لكنهم لم يستزرعوها انما سمسروا فيها وباعوها .!! ووزع توفيق علي الإعلاميين والصحفيين ما وزع محاولاً شراء أقلام بعضهم ومستغلاً معاناتهم حتي لاتهاجم تلك الأقلام دكتور يوسف والي بعد حبس صحفي جريدة الشعب نتيجة لدورهم في كشف الدور المشبوه ليوسف والي مع الصهاينة في مجال إفساد الزراعة في مصر ، أما ما تبقي لعكاشة من مساحات فقد حقق منه ثروة طائلة وكان منها انشاء قناة الفراعين ... ... الدكتوراه بوساطة إسرائيلية ... توفيق لم يخرج من المولد بلا حمص كما يقولون فقد طلب من أحد خبراء الموساد التوسط له ليحصل علي الدكتوراه خلال فترة وجيزة فأرسله الرجل إلي خبير يهودي في كندا وهذا الخبير اشتري لتوفيق شهادة دكتوراه في أحد العلوم السياسية من مؤسسة يهودية . ... زوجة توفيق اسرائيلية .. " نهاوند العميري " وهي من عرب 48 تحمل الجنسية الاسرائيلية كانت احدى زوجاته ، كما لايخفي على أحد انها كانت تعمل في منصب المدير التنفيذي لقناته الإسرائيلية الفراعين

.. ايضا .. هل تعلم من هو ضابط الجيش الجاسوس ايام حرب الاستنزاف والذي جندته الجاسوسة هبة عبد الرحمن سليم عامر ( التي مثلت دورها الفنانه الراحلة مديحة كامل في فيلم الصعود للهاوية ) .. ؟ انه المقدم مهندس صاعقة / فاروق عبدالحميد الفقي .. الاخ الشقيق لوالدة توفيق عكاشة
فاروق الفقي كان الضابط الجاسوس وخطيب هبة سليم ، وكان وقتها مدير مكتب قائد قوات الصاعقة فى الجيش المصرى ، وألقت المخابرات العامة المصرية القبض على فاروق بعدما كشفت أنه عميل استطاع مد العدو الصهيوني عن طريق هبة بمعلومات عن مواقع حوائط الصواريخ الجديدة التي كانت تجهزها مصر في حرب الاستنزاف والتي استطاع الطيران الإسرائيلي ضربها وقتل الشهداء من جنود مصر البواسل بفضل معلومات الخائن خال توفيق عكاشة
وهبة سليم هي الجاسوسة المصرية التى عندما زارت اسرائيل استقبلتها رئيسة وزراء اسرائيل جولدا مائير استقبال الملوك بل وكسرت البروتوكولات بان اجلستها بجانبيها متخطية مستشاريها برئاسة الوزراء .. جولدا مائير قربت هبة سليم لتجلس بجانبها مباشرة و قالت لكل الحاضرين ان هبة سليم قد خدمت اسرائيل اكثر منكم جميعا !!! ورصدتها المخابرات العامة المصرية ووضعت خطة محكمة للإيقاع بـ« هبة » وتم القبض عليها ومثلت أمام القضاء المصري ليصدُر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت أمامها بجريمتها وأبدت ندماً كبيراً على خيانتها بل إنها تقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية الرئيس السادات وقتها بهدف تخفيف العقوبة لكن التماسها رفض .. وفي تلك الفترة حضر اليهودي هنري كيسنجر ، وزير الخارجية الأمريكي إلى أسوان لمقابلة الرئيس الراحل السادات ، في أول زيارة له إلى مصر بعد حرب أكتوبر 1973 وفوجئ السادات به يطلب منه بناء على رغبة شخصية من جولدا مائير أن يخفف الحكم على هبة سليم التي كانت تقضي أيامها في أحد السجون المصرية وفطن السادات أن الطلب سيكون بداية لطلبات أخرى ربما تصل إلى درجة إطلاق سراحها
فنظر إلى كيسنجر قائلاً: « تخفيف حكم !!؟ .. لقد أعدمت ». وعندما سأل «كيسنجر» باستغراب: « متى ؟
رد السادات دون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية الذي كان يقف على بعد خطوات وكأنه يصدر له الأمر : « النهارده » ... وتم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه في أحد سجون القاهرة على يد « عشماوي » في 1974 .. كما تم اعدام الخائن خال عكاشة
لكن اسرة توفيق عكاشة لم تخسر باعدام الخائن مصدر من مصادر دخلها فقط ، بل مصدر من مصادر نفوذها .. فوجود ضابط فى هذا المنصب كان يتيح لهم تقديم خدمات لكل عائلات بلدتهم عن طريق توسطه فى توزيع المجندين من ابناء القرية على وحدات الجيش او على الاقل نزولهم فى الاجازات .. فكان اعدام الخائن بذرة كره و حقد زرعت فى هذه الاسرة على كل من يشارك او يذكر الناس بالصراع مع الصهاينة وتفاصيله .. فنشأت هذه الاسرة على حب اسرائيل والصهاينة والارتباط بهم واشاعة الولاء لهم لتقليل حجم جريمة الضابط الخائن حتى و لو بين انفسهم ...!!!

عكاشة فاكر نفسه رئيس الدولة .. او رئيس الحكومة .. البلد بقت سايبة وفيها سيولة سياسية وكل اللى عايز يعمل حاجة بيعملها .. فوضى سياسية ... مصر تمر بمرحلة العك السياسى وعكاشة ده مريض نفسى ويجب عزله فى مصحة نفسية .. ولن يستطيع أحد إيقاف توفيق عكاشة عن أفعالة إلا الإرادة الشعبية التى يجب أن تعزله سياسيًا وأن يتم التقدم ببلاغات للنائب العام لمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى والتطبيع والتخابر مع إسرائيل .. عكاشة يتحدث بأجندة ضد إرادة الشعب وأساء إلى أجهزة الدولة إساءة بالغة مسجلة فى البرامج التليفزيونية ، بل ونصب نفسه فوق الإرادة الشعبية وفوق الرئيس عبد الفتاح السيسى نفسه !!!!. ومش بس كده ... عكاشة يتناسى عن جهل او قصد .. أن مصر مجتمع شرقى ومتدين والقضية الفلسطينية هامة وحساسة له ، وبافعاله هذه سيضع دولة كبيرة بحجم مصر فى مأزق ، سواء نفذ رغبته وسافر إلى إسرائيل أو لم يسافر لأن تل أبيب ستتهم مصر بأنها منعته وترفض وجود علاقات بما يتنافى مع عملية السلام .!!! إحنا مش ناقصين والبلد مش متحملة وإسرائيل ستشن ضدنا حملة فى الحالتين !!! يجب ان لا يترك دون محاسبة ، حتى يكون عبره لاي شخص تسول له نفسه الجنون ... فمن اعطى له سلطة التفاوض مع اسرائيل وهل لديه صلاحية اتخاذ قرارات باسم مصر .. يجب محاسبته فورا .. صحيح وعلى راي المثل .. الولد لخاله .. فهل عرفتم الان من هو توفيق عكاشة ، اما زلتم تستغربون لقاءه بسفير اسرائيل بقريته وبيته بالمنصورة ... لا اعتقد

فالذي حدث هو أن مجموعة من قطاع الطرق أنقضوا علي قافلة تجار بالقرب من قيلوب، فهرعت الي هناك مجموعة من فرسان حرس الوالي العباسي لتعقب اللصوص، و حدث ان كبسوا علي قليوب و كان بها احمد البنهاوي في بيت منعزل مع فريق من اصحابه و معهم السيوف و الحناجر و الحراب من تلك التي اعدواها للثورة -ياعيني علي الحظ المنيل-فظنهم العسكر قطاع الطرق الذين نهبوا القافلة، فنشبت بينهما معركة شرسة أنتهت بمقتل أحمد البنهاوي و رفاقه و كان عدداً من العسكر قد ماتوا و جرح عدد كبير منها من شدة القتال!! لن تكن المعركة مقصودة و لكنها اصبحت اول معارك الثورة ، فالثوار الذين امدهم أحمد البنهاوي بالسلاح قد اشتاطوا غضباً عندما علموا بمقتل البنهاوي و رفاقه، فاشتعلت المعارك في كل بر مصر ووجد العباسيين و عساكرهم الثوار يآتون لهم بالسيوف و الرماح و الحراب من كل جهة و من كل شارع و حارة و عندما وصلت الثورة الي القاهرة او الفسطاط فر الوالي هارباً الي حلوان و حدث الانفلات الامني، و طارت الثورة الي بنها و طندتا -اللي هي طنطا- ثم طارت الي كل مكان حتي وصلت الصعيد و لم يكن للعباسيين وجود كبير في الصعيد فكان الناس في الصعيد يشكلوا ظهر الثورة و حاميتها و كان الناس في الصعيد ينتظرون اي اشارة او مناسبة ليشعلوا نيران الثورة و يسحقوا عسكر العباسيين. و لكن وفاة احمد البنهاوي او مقتله كان فعلاً حدث عظيم، و له اثر أعظم، فهذه الجموع التي أنطلقت هنا و هناك تثور و تزأر كالاسود كانت تسير بلا قيادة و بلا خذذ بعد مقتل الرجل الكبير احمد البنهاوي...لقد كانت الثورة تفور و تجتاح الشوارع و الميادين و لكنها كانت ثورة بلا رأس....و لا خطط....و لهذا كان مصير الثورة لابد ان ينتهي الي الفشل -وهذا ما اخشاه علي اي حراك ثوري الآن-و استطاع المأمون ان يعيد القبضة الحديدية علي مصر و المصريون مرة اخري بعد ان هذن الثورة

ربما كانت هناك بعد المكاسب التي حققها المصريون من خلال الثورة هذه، فلقد استطاع المصريون ان يعبروا عن رأسهم في نظام الحكم العباسي بطريقة جعلن الخليفج نفسه يآتيهم علي ظهر حصان و يقود حملة عسكرية كاملة،،،،،و بالرغم من القتل الدي فعله عسكر الخليفة الا انه قام برفع بعض المظالم و قرر سجن الوالي الظالم الذي كان سبب ثورة المصريين، و منع الاعتداءات و ارسي بعض قواعد الادارة و الحكم في البلاد، لعل اهمها كان "أرتباط رجل الدين بالزعامة و السياسة" - معلش هقولها تاني- أرتباط رجل الدين بالزعامة و السياسة و سيصبح كل زعماء مصر فيما بعد من رجال الدين و اذا اعادنا كتابة التاريخ مثلما فعلت اليوم سنكتشف ان اغلب -ان لم اقل كل- مشايخ مصر الكبار و اصحاب الاضرحة الكبيرة و الموالد المزدحمة هم في الحقيقة زعماء سياسيون قبل ان يكونوا رجال دين، و انهم كانوا دائماً في صفوف الجماهير ضد الحاكم او الوالي او العسكر، و كلهم بلا استثناء من اول السيدة نفيسة و الامام الشافعي و الي الحسن الشاذلي و المرسي ابو العباس و سيدي احمد البدوي و الشاطبي و القباري و ابراهيم الدسوقي و عمر مكرم، كلهم قاوموا السلطة الغاشمة و الملك العضوض و بعضهم حمل السيف بنفسه و حارب الغزاة و قاد المقاومة بنفسه، اما المشايخ الذين اكتفوا بالتسابيح و التفسير و التسول من الاثرياء و الولاة، فلقد كنسهم التاريخ و القي بهم في اقذر سلات القمامة و القي بهم المصريون من ذاكراتهم فتاهوا في غياهب النسيان. و لعلك لهذا السبب يا عزيزي لا تعرف قصصهم و ذلك حتي يستطيع النصابيين و سماسرة الطغاة و كلاب السلاطيين ان يقولوا لك "لا دين في السياسة و لا سياسة في الدين" و قد كذبوا قبح الله وجوههم! بقي شيئاً طريفاً اريد ان اقوله من احداث هذه الثورة، و هي أمه و عندما حضرت الوفاة شيخ مصر الكبير و الثائر الشجاع الامام الشافعي، أوصي أهله و مريديه بأن يتولي غسله والي مصر و لا احد سواه، فلما مات رحمه الله ابلغوا الوالي وصية الامام، فحضر الوالي و سأل اهل بيت الامام الشافعي هل عليه دين؟؟ فقالوا نعم عليه اربعون الف دينار ديوناً، فقال الوالي "هذا هو غسله" و قام الوالي بتسديد هذه الديون.....و العجيب و الغريب او المضحك في الأمر أن هذه الذيون كانت هي الاموال نفسها التي امد بها الامام الشافعي احمد البنهاوي رحمة الله عليهما للاعداد بالثورة ضد الوالي و الحكم العباسي كله

رحمة الله الامام الشافعي و رحمة السيدة نفيسة ام المصريين و البطل احمد البنهاوي و جمعنا الله بهم في يوم القيامة، و لتكن ثورتنا و كل حركة نقوم بها لوجه الله خالص، و يارب طهر قلوبنا من الحقد و الانانية و حب الذات و ارزقنا الاخلاص. أنهت قصة هذه الثورة و لم تنتهي حكاية التاريح و ثورات اصحاب الحق، في الي القاء في قصة أخري الصورة: من اقوال الامام الشافعي و لتجعلها مبدأ حياة بالنسبة لك

التاريخ ليس علم الماضي ، وإنما هو علم المستقبل ، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير . الأساطير تتوقف عند ما كان ، وأما التاريخ فان عطاءه مستمر كل يوم ......من كتاب "قصة السويس" للأستاذ محمد حسنين هيكل



اقرأ ايضاً: الجزء الثالث  من أسطورة القط  ذو السبعة ارواح

تحدثنا في الجزء الثاني عن كيف رفض اسامة بن لادن العرض او الصفقة التي قدمها له ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير مقابل اغتيال او خطف حسني مبارك في النصف الأول من التسعينيات ثم تحدثت عن كيف تم قرر مايكل شوير الاستعانة بمجموعة أخري لتنفيذ المخطط و تحدثت بالتفصيل عن شخصية الشيخ سلامة أحمد مبروك و عما حدث لابنه من أغتصاب في أحد مقرات المخابرات العامة و من ثم تجنيده لصالح المخابرات و كيف ان بعد ان وصل الي السودان تمت محاكمته علي يد ايمن الظواهري ثم ادانته بثلاثة تُهم تم علي اثرها الحكم باعدامه بضرب النار او الرصاص عليه و هنا احب ان اشير الي تعليق احد الاصدقاء علي وهذه المعلومة حيث قال الصديق ان الشيخ الراحل سلامة احمد مبروك لم يتزوج و لم يكن له اي ابناء، و بصراحة لقد بحثت بنفسي عن هذه المعلومة من قبل ان انشر البوست و لم اجد اي معلومات تشير ان كان لدي الشيخ الراحل زوجة او ابناء.....و كان من الصعب الي التواصل الي وجود او عدم وجود اسرة للشيخ الراحل و لذلك فقد تعمدت ان اضع مصدر معلومة اعتقال ابنه و اغتصابه و تجنيده لصالح المخابرات كما انني وضعت مصدر معلومة ......اقرأ المزيد

أخترنا لكم