كُتبت في ١٨ يوليو ٢٠١٦
في عام ١٩٧٨ نشرت مجلة المعرفة علي غلافها خبراً بالبند العريض يقول "مصر تدخل عصر الذرة" و في داخل المجلة كان هناك موضوعاً موسعاً ينتظر قراءها عن هذه البشرة السعيدة و سرعان من انتقل هذا العنوان و الموضوع او البشرة السعيدة الي كل الجرائد و المجلات ثم الي الاذاعة و التيلفزيون و اللذان راحا يستقبلان الضيوف و الخبراء النوويون و الذريون حتي يسمع المصريين تفاصيل هذه البشرة التي ستنقل مصر الي المستقبل بجسر ذري و الحقيقة أن كل هؤلاء لم يكونوا سوي مجموعة من الفشارون و الكذابون و الدجالون الذين كثيراً ما يستعين بهم الفرعون الحاكم!!! و كعادتها أسرعت الدكتورة نعمات أحمد فؤاد رحمها الله و معها رجل وطني شديد الحب لبلده و شعبه و هو الدكتور حامد ربيع -الذي كان يشغل وقتها رئاسة قسم السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة- و قاما بكتابة مقالات عدة جمعت في كتاب بعنوان "مصر تدخل عصر النفايات" رداً علي هذا الدجل و الكذب و الفشر و النصب علي شعب مصر، وقامت الدكتورة نعمات بالقاء عدد من المحاضرات و الندوات في الجامعات المصرية من اجل ذلك فما قصة هذا الحدث التاريخي الذي لا يتذكره احد الآن من الأجيال القديمة ، و اما الاجيال الجديدة فهي لا تعلم عنه شيئاً !!!! ..... إليكم القصة او التهمة الجديدة التي تضاف لتاريخ السادات
في العام ١٩٧٨ تم التوقيع بين مصر والنمسا لبروتوكول اتفاقية من باب توطيد أواصر الصداقة بين الشعبين المصرى والنمساوى تقتضي باستقبال أول شحنة نفايات ذرية كانت قادمة من النمسا لدفنها في صحراء مصر الشرقية. و كانت الأتفاقية بها شئ غامض، تقول عنه الدكتور نعمات: "وقعت تحت يدي بنود الاتفاقية فوجدتها يشوبها حالة من الغموض والتنازلات من الجانب المصري بلا أي مقابل وكأنه من دواعي سرورنا وإحساسنا بالمكانة الدولية أن نتقبل نفايات النمسا الذرية، بينما تدل القراءة الجيدة للاتفاقية علي أن بنودها لا تعدو إلا أن تكون تأجير لبعض الأراضي المصرية لصالح الطرف النمساوي. و بهذا وجدتني وقد دخلت معركة جديدة لم أسع لها، فكنت أصور الأوراق والمستندات وأوزعها علي الحاضرين لإطلاعهم علي خطورة الاتفاقية وهو ما أثار الرأي العام العالمي وبالطبع وصل الأمر للرأي العام في النمسا، حتي فوجئت في أحد الأيام بسفير النمسا في القاهرة يأتي لزيارتي في منزلي مقدماً اعتذار بلاده، ومؤكداً عدم المضي في المشروع من قبل حكومته». وتضيف دكتورة نعمات متذكرة: «كان لمناهضتي لمشروع الهضبة واتفاقية دفن النفايات في مصر، أثرهما في وضع اسمي في قائمة الاعتقالات التي طالت مصر في سبتمبر ١٩٨١، وكنت أتوقع ذلك إلا أن اسمي رفع في اللحظة الأخيرة بعد زوال أسباب الصدام
ربما هذا كل معرفته الدكتور نعمات احمد فؤاد وقتها و كافحت من اجله و جزاها الله خيراً عنا ، فلولاها لقام هذا العميل الخائن بدفن النفايات الذرية للنمسا في بلادنا و أهلكتنا اشعاعاتها و مصائبها.....و لكن يشاء الله القدير ان العبد لله كاتب المقالة و الذي ولد في السنة التي بدأت فيها الاستاذة نعمات أحمد فؤاد كفاحها امام هذا الخائن لانقاذ مصر و المصريين من هذه النفايات النووية أن أعرف أتوصل الي السبب الذي جعل السادات يقوم بالتوقيع علي الاتفاقية بدون اي مقابل.....و الحقيقة ان السبب فضيحة اكبر من فضيحة معاهدة العار نفسها......و اليكم السبب الفضيحة
ففي عام ١٩٧٦ اي قبل توقيع هذه الاتفاقية بسنتين تدخّل السادات بنفسه لانهاء صفقة استيراد تليفونات منزلية والتى كانت بقيمة 2 مليار دولار باعتبار أن الصفقة كانت لصالح مجموعة شركات نمساويّه يرتبط السادات مع رؤوسها بصداقة و معرفة قديمة -الرئيس التحفة كبير العيلة و صاحب صاحبه- ويبدو أن السادات من أجل هذه الصداقة الوهميّة تجاهل وجود عروض أقل من النصف مع جودة أعلى ليصدر توجيهاته بابرام الصفقة النمساوية التى تمّت مع رئيس مجموعة الشركات النمساوية والذى كان يهوديّا يدعى كارل هانز كاهان , ولم نسمع شيئا عن صداقة السادات الوهمية مع برونو كرايسكى -رئيس وزراء النمسا وقتها- والتى تمسّح بها السادات ليمرّر الصفقة بعد أن وقّع كرايسكى بنفسه على قرار القبض على رؤوس هذه المجموعة النمساوية بتهمة الفساد المالى. و عندما ضربت الفضيحة النمسا كلها -كانت مصر و المصريين طبعاً مش عارفيين ايه اللي بيحصل هناك- ظهر اسم السادات عند المدعي العام النمساوي و ظهر انه اخد عمولات علي الصفقة بتاعة التيلفونات و موجود في حسابات له و لمدام جيجي في بنوك انجليزية!!! فقام السادات و عرض على برونو كرايسكى -رئيس الوزراء النمساوي- فى نوبة كرم معتادة تجاه أصدقائه ان تقوم النمسا بدفن نفايات نووية فى صحراء مصر الغربيّة عندما كان كرايسكى يحاول تمرير مشروعه النووى البرلمان , ولكن الشعب النمساوى رفض الانخراط فى أى نشاطات نووية وتم الغاء المشروع ، و طبعاً بالاضافة للمجهودات الخارقة اللي قامت بها الدكتورة نعمات احمد فؤاد و التي اصبحت وقتها صحفية عالمية ، و العالم يعرف مقالاتها و حروبها الوطنية ضد فساد السادات حتي وصلت النمسا نفسها و تم تكريم الاستاذة نعمات أحمد فؤاد -رحمها الله- في فرنسا و منحها جائزة الفارس
التاريخ ليس علم الماضي ، وإنما هو علم المستقبل ، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير . الأساطير تتوقف عند ما كان ، وأما التاريخ فان عطاءه مستمر كل يوم ......من كتاب "قصة السويس" للأستاذ محمد حسنين هيكل
اقرأ ايضاً: الجزء الثالث من الوجه الآخر لأنور السادات - السادات والفساد
بدأ السادات ممارسة نشاطه فى سرقة البلد ونهبها منذ أول لحظة تم تعيينه فيها كنائب لرئيس الجمهورية فبعد ان تم توليه منصب رئيس مجلس الأمة ، ترك أنور السادات شقة المنيل التي تزوج فيها جيهان و إتخذ لنفسه "فيلا" بمنطقة الهرم ، ليسكن فيها مع زوجته "جيهان" وأبنائه الأربعة "لبنى ونهى وجيهان وجمال" ثم حضرت البريطانية "جلاديس" والدة "جيهان" للإقامة معها في "الفيلا"، فقرر "السادات" هو الآخر أحضار والدته السودانية "ست البرين" للإقامة معه في نفس "الفيلا"، لكن الموازين رجحت في صالح الأم البريطانية، وكان على "ست البرين" والدة السادات مغادرة "الفيلا" والبحث عن سكن آخر، خاصة أنها لم يكن لها مكان في شقة "كوبري القبة". و كانت شقة كوبري القبة و التي تقع في 1 شارع محمد بدر بمنطقة كوبري القبة في القاهرة قد استأجرها والد انور السادات بعد ان عاد من السودان و بعد ان تزوج للمرة الثانية من سيدة تُدعى "فاطوم"، وبعد عام من زواجه......اقرأ المزيد