في داخل كل منا عشق لحياة البطولة.......إنها غريزة انسانية، و لذلك فمنذ صغرنا ونحن نحب قصص سوبرمان و سبيدرمان وكل بطل يحول المستحيل إلى ممكن وكما احببنا البطولة فكذلك أحببنا قصص المغامرات الغريبة والغير معقولة و لهذا فإن القصص البوليسية كانت لها نصيبا كبيرا من اهتمامنا مثل قصص المغامرين الخمسة والشياطين 13 وأرسين لوبين وشرلوك هولمز...ومع الوقت ظهرت قصص غرانديزر ورجل المستحيل وفريق المستقبل. كل هذا خيال حولته أذهاننا إلي حقائق. و خاصة قصص الجاسوسية بما فيها من سحر وغموض.. فنجد قصصاً عن الجاسوس جمعه الشوان أو رأفت الهجان!! و بغض النظر عن صدق او كذب الرواية، فإن هذه القصص لها عامل مشترك واحد وهو التغلب علي المستحيل وتحويله إلى ممكن، فبطل مثل ادهم صبري ينتصر علي مائة شخص بقبضة يده، هذا مستحيل، ولكن رجل الله شمشون فعل أكثر من هذا من قبل..لقد قتل ٣٠٠٠ جندي روماني دفعة واحدة والفرق أن الأخير فعل هذا على مسرح الواقع وليس خيال مؤلفه. و من شمشون هذا؟؟ أنه شخصية توراتية تغلب علي قصتها الخيال و الهجص و الحقيقة أن الكتاب المقدس خاصة العهد القديم الذي يعترف به اليهود دون العهد الجديد حافلاً بهذه الأنواع من الأدب و القصص….بل أستطيع أن أقول إن الكتاب المقدس دائما يصف علاقة الإنسان بالله أنها تحويل المستحيل إلى ممكن و كلها قصص ومغامرات مشوقة جديرة بأن نصيغها ونتخيلها، أليس جدير بنا أن نتخيل كيف يمكن أن تقع أسوار مدينة أريحا المنيعة دون وجود قنابل ذرية أو قوة جديرة بتحطيمها ؟ سفر يشوع 6: 20 ألم يلفت نظرنا ذلك الصبي الصغير داود الذي استطاع الانتصار على رجل فلسطيني جبار كجليات مخترعاً أول مسدس في التاريخ !! "سفر صموئيل الأصحاح 17: 45-50" ألا يجب علينا دراسة قصة سالومي و ثمارو رحاب و بتشبع و راعوث وأستير و كيف أن مجموعة من العاهرات صنفهم العهد القديم علي اساس أنهم قديسات لانهم خدموا الرب و شعبه المختار بأجسادهن و عهرهن..........اقرأ المزيد
شيئاً لا يصدقه عقل
الجزء الثاني
كنا قد توقفنا عند زوج عبد الناصر حسين من المرأة الغجرية تُدعي فهيمة و هي اقرب ما تكون الي جماعات البدو الذين تشاهدهم في فيلم دعاء الكروان ، فهم يسكنون الصعيد و لكنهم ليسوا بصعايدة و انما بدو رُحل و لقد أنجبت له فهيمة هذه ثلاثة ابناء هم بالترتيب من الأكبر الي الأصغر: جمال و عز العرب و الليثي. في سنة ١٩٢٣ أنتقلت الأسرة إلى الخطاطبة و هي إحدى قرى مركز السادات التابع لمحافظة المنوفية -ههههه آه منوفية- و هناك التحق جمال عبد الناصر بالمدرسة الابتدائية في الفترة ما بين سنتي ١٩٢٣ و١٩٢٤، ولكن في سنة ١٩٢٥ قرر ابوه -كده لله في لله- انه يرسل هذا الطفل الصغير ذو السبع اعوام الي حارة اليهود في القاهرة و هناك دخل جمال مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، و أما أقامته فكانت بيت احد اليهود القاهريين و اسمه فرج شموئيل وهو من طائفة اليهود القرائين و هم اقرب الطوائف اليهودية الي طائفة اليهود المزراحيين الذين آتي منهم جد جمال و الذي سمي نفسه حسين! و كان بيت فرج شموئيل هذا يقع في حارة خميس العدس و هي حارة صغير في نطاق حارة اليهود و لم يكن يسكن هذه المنطقة كلها مسلماً واحداً.........بل كانت كلها يهود و يهود فقط و يقال أن عم جمال عبد الناصر المسمي خليل حسين كان يقيم فيها إيضاً و هذا امراً عجيب فلعله كان علي يهوديته التي ورثها عن ابيه و امه و لم يشاء ابن يعيش وسط المسلمين ( و الأغرب من هذا ان السفيه الذي يحكم مصر الآن اسمه هو عبد الفتاح سعيد خليل حسين السيسي و هو من مواليد نفس المنطقة و نفس الحارة، فهل خليل حسين السيسي جد عبد الفتاح السيسي هو نفسه عم جمال عبد الناصر؟؟) وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
......اقرأ المزيد
كنت -ومازالت- مولعاً بالتاريخ منذ صُغري، و كان اكبر لغز تاريخي في صُغري هو معرفة ما شعر به المصريون في ايام النكسة! كنت اقرأ الكتب عن هذه الفترة فاراها تقطر دماً من فرط وصف الاحزان التي اصابت المصريين و لما كُنت من هؤاة سماع عبد الحليم حافظ وعشاقه و كنت امتلك اغلب ان لم اقل كل شرائطه كم قبل ان ابلُغ الثانية عشر من عمري، و كنت اضيع كل قرش احصل عليه في سبيل تجميع كل شرائطه و اغانيه و صوره و حكاياته و من بين هذه الشرائط كان يوجد مجموعة عرفت باسم الوطنيات و هي التي تضم جميع الاغاني الوطنية التي غناها عبد الحليم حافظ، و قد صدرت في النصف الأول من الثمانينيات بعد ان تم منعها لفترة طويلة بسبب الهزيمة حيث انه ليس هناك شك ان هذه الاغاني قد خدعت الشعب المصري و صنعت له صورة وهمية كاذبة لقدرات النظام و جيشه علي سحق اسرائيل و رميها في البحر!!! و كان يوجد تعليق صوتي في شريط الكاسيت بين كل اغنية و اخري بصوت الصحفي الكبير محمود عوض معلقاً علي كل أغنية لا يزال ساكناً في اذني حتي الآن ، و اذكر و احفظ عن ظهر قلب تعليقه الذي كان يسبق اغنية عدي النهار و التي تعتبر الاغنية الرسمية لهزيمة ٦٧ و كان يقول في التعليق "الحزن في كل مكان في مصر ، الحزن يغطي الارض و الشجر و النهر و القمر و المكان و الزمان" و كان صوته يهزني و يأخذني الي هذه السنين و كأني اعيشها في لحظتها، فكنت اشعر و كأني اري هذا العالم الحزين و المصريين المهموميين و الوطن المنكسر الجريح و قد لفه سواد الحزن و لكن شيئاً ما كان غامضاً بالنسبة لي و لم استطيع ان افهمه وقتها......اقرأ المزيد