يا بهية و خبريني يا بوي علي اللي جتل ياسين
عندما نتغني بالجهل و الكذب
كُتبت في ١٢ نوفمبر ٢٠١٧
يا بهية خبريني يابوي.. ع اللي قتل ياسين
قتلوه السود عنييا يا بوي.. من فوق ضهر الهجين
دي بهيه بالمحاكم يابوي .. شدت واحد وكيل
دا ياسين سايح ف دمه يابوي .. و خايف منه الحكيم
احكم بالعدل يا قاضي .. قدامك مظاليم يا حبيبي قدامك مظاليم
عوض الطربوش على يدي يا بوي .. و حكم باربع سنين
سنتين ف السجن العالي يابوي .. و اتنين ف الزنازين
هكذا كانت تشدو الست مها صبري في مذياع بيتنا....و بين الشعور بالنشوي من جمال صوتها و مصمصة الشفاه و الحزن من كلماتها ولدت الأسطورة.....أسطورة الحزينة بهية و البطل المظلوم ياسين.....ولأن إبي -رحمه الله- كان صعيدياً أصيلاً فقد كان عنده مكتبة ضخمة من شرائط الكاسيت التي عليها كل الأغاني الفلكولورية و كثيرآً ما كان يصلني صوت محمد طه و هو يشدو بنفسي الكلمات...."يا بهية و خبريني يا بوي علي اللي جتل ياسين" و بصوت محمد العزبي إيضاً.....و في التلفاز رأيت شادية تغني نفسي الكلمات ثم مع رحلتي في عالم الثقافة وجدت الشيخ أمام يشدو مصر يا أما يا بهية و تعرفت بأدب الراحل العبقري نجيب سرور و عرفت أنه من كتب اغنية و مسرحية عام 1965، والتي قدمت على خشبة المسرح من إخراج كرم مطاوع بعنوان "ياسين وبهية"، تدور مسرحية "ياسين وبهية" حول قصة بسيطة، تسعي الي الاجابة على السؤال المطروح في الموال الشعبي عمّن قتل ياسين، ثم كتب مسرحية "يا بهية وخبريني" عام 1967 بإخراج كرم مطاوع. ثم جاء محمد منير بمسرحية الملك هو الملك فاتحفنا بأغنية "طفي النور يا بهية" و التي تقول كلماتها
طفي النور طفي النور يا بهيه طفي النور ... كله عساكر دورية
جوزك راجع من سوقه ... راكبه الهم وبيسوقه
نطو العسكر من فوقه .... دورية ورا دورية
جوزك سارح على غيطه ...بيلضم همه في خيطه
ازحوا العسكر على حيطه ... يلعبوا عسكر حراميه
و هكذا تأكدت لدي الأسطورة ان ياسين كان مظلوم قتله العسكر او لعله كان بطلاَ شعبياً مثل أدهم الشرقاوي أو غيره ... و كم كان قلبي يشعر بالحزن عليه و علي بهية الحزينة حتي جاء اليوم الذي كنت اسمع إبي -رحمه الله- يستمع لهذا الموال و خطر علي بالي أنني لم أعرف يوماً ما هي قصة ياسين و حبيبته المظلومة بهية و خجلت ان اسأل ابي فقلت لأبي و أنا أتصنع دور ابو العريف "الله يرحمه ياسين كان بطل بصراحة" فلم يرد إبي بينما أنا أتقطع شوقاً لسماع قصته، و عندما شعرت بطول الصمت فقلت له "بقول لك يا حاج الله يرحمه ياسين كان بطل، صح؟" فنظر لي بشكل حاد و قال لي "ياسين مين؟" فأبتلعت ريقي بصعوبة و قد اصابني الخوف ان يكون قد فهم انني اقصد ياسين اخر غير الذي فالاغنية و ما يدريني لعله و بين ياسين هذا تار و لا مصيبة....فقلت له "ممم...مم...حضرتك أنا قصدي ياسين بتاع الست بهية اللي في الأغنية ديه اللي بقالنا سنين بنسمع فيها"......فقال بنفس الصوت الحاد "نعم؟"....فتشهد في سري و قرأت آية "و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً" و قلت لنفسي "هو انا ايه اللي سحبني من لساني؟؟" و قبل أن أعتدز له عن الأزعاج أو أن أفر هارباً فاجئني رحمه الله بضحكة جعلتني أشعر بالأمان ثم أعقبت الضحكة إجابة أذهلتني....."ياسين مين يا ابني..؟ ده كان ابن ك^ب حرامي و قتال قتلة....روح دور علي عمك صالح حرب و أهو بلدايتك و من دمك....أسواني زايك"....فكانت المفاجأة
و كما اذهلني إبي -رحمه الله- أذهلني ما عرفته عن بهية و ياسين و العم صالح حرب....و أذهلني أكثر و أكثر كل هذا التزوير الذي حدث لتاريخنا.....هل تتخيل أن هذا البطل الأسطوري ليس الا لص و قاتل مجرم و كانت ضحاياه بالعشرات و أن القاتل الذي يبحث عنه المطربات و المطربون "المحترمون" هو مجاهد اسلامي ووطني كبير و له تاريخ مشرف و طبعاً كالعادة لا يعرف اسمه حتي ناهيك عن تاريخه أغلب المصريون....أنه اللواء محمد صالح حرب باشا وزير الحربية السابق و رءيس جمعية الشبان المسلمين لاحقاً و ذو التاريخ المشرف
في عام ١٨٨٩ و في جزيرة الحربياب إحدى قرى مدينة دراو بأسوان ولد بطلنا الكبير محمد صالح حرب في وسط عائلة عرفت معنى الجندية الحقة والعسكرية الرائدة. فقد كان جده محمد بك على مهندساً عسكرياً برتبة مقدم أرسلته السلطات المصرية إلى السودان لعمل الاستحكامات الحربية، وعندما استتب الأمر لمصر هناك اتخذ من مدينة دنقلة بالسودان مقاماً له، حيث تلقى ولده صالح تربية هيأته لأن يكون حاكماً عادلاً لخط دنقلة، فتزوج من أشراف دنقلة ابنة مصطفى عثمان كيكى وهى أم محمد صالح حرب ولم تنجب غيره، وعندما قامت الثورة المهدية في السودان رحل صالح بزوجته و أهله إلى أسوان حيث تم تعيينه مديراً للجباخانة"السلاحليك او مخازن السلاح بتعبير عصرنا" ، وهناك أنجب ابنه محمد صالح حرب، وقد توفيت والدته ودفنت في أسوان، وتزوج والده من السودان وأنجب، وبذلك أصبح لمحمد صالح حرب إخوة في السودان، وأطلق عليه ابن النيلين، وابن مصر والسودان....و في اسوان تلقى الطفل محمد صالح حرب تعليمه الأول بحفظ القرآن الكريم، فكان عاملاً كبيراً في تكوينه الإسلامي منذ الصغر ثم ألتحق بعد ذلك بالمدرسة الأبتدائية و ألتحق معه في نفس الفصل طفل آخر أسمه عباس....سيكون له شأن عظيم فيما بعد في مصر و العالم العربي كله. و في عام ١٩٠٣ حصل الطفلين عباس و محمد صالح علي لقب أفندية بعد أن تخرجا من مدرستهم الإبتدائية ومن ثم ذهبا الي القاهرة و هناك أتجه عباس افندي الي عالم الصحافة و الأدب فأصبح الأديب و المفكر عباس محمود العقاد و أما محمد صالح حرب فقد أخنار المجال الذي يشبه اسم جده و له علاقة بمهنة ابيه فألتحق بمدرسة خفر السواحل التي تفوق فيها و بعد تخرجه ألتحق بالجيش بالمنطقة الغربية قرب ليبيا برتبة ملازم ثان.....و هناك مكث صالح سنوات عدة رأي فيها ما رأي من غرور و صلف الظباط الأنجليزي الذين كانوا يعاملون الظباط و الجنود المصريين اسوأ معاملة و وقاحة...و جاء المحتل الإيطالي المجرم علي ليبيا فقتل من قتل و عذب من عذب...و كانت الأخبار تصلهم و المشاهد تمر أمام أعينهم في كتبيتهم فيحزن و يزداد حزنه و هو يسمع الظباط الانجليز فرحون بهذا الاجرام و يدعمون الطليان....و من هنا تولدت لدي بطلنا كراهية الاستعمار و المستعمر سواء كان أنجليزياً أو إيطالياً او غيرهما. وبالرغم من كل هذا فقد كان الظابط الشاب محمد صالح حرب من الكفاءة و العبقريةالتي سمحت له بالترقي و الصعود في وظيفته حتي ترقي و ترقى إلى أن أصبح الحاكم العسكري والمدني لمنطقتي مرسي مطروح وسيوة
في ٢ نوفمبر ١٨٧٧ و في مدينة كراتشي ولد الآغاخان الثالث و اسمه الأصلي هو السلطان محمد شاه و بعد سنوات قليلة من ميلاده و تحديداً في ١٨٨٥ و قبل بلوغه الثامنة من عمره تم تنصيبه في منصب الامام الثامن و الاربعون للطائفة الشيعية النزارية. و النزارية هي طائفة من الشيعة الإسماعيلية نسبة إلى نزار المصطفى لدين الله بن مَعَدّ المستنصر بالله المولود في مصر عام ١٠٤٥ و مات بالسجن في الاسكندرية في ١٠٩٥ و هذه الطائفة كانت قد تكونت عقب موت المستنصر بالله الفاطمي سنة ١٠٩٤ عندما نشب خلاف في البيت الفاطمي بين من رؤوا أن ابنه نزار هو الأحق بالخلافة وبين من رؤوا أن ابنه الآخر أحمد المستعلي بالله هو الإمام. فقام أحمد المستعلي بالله بوضع أخيه نزار في السجن بينما فر ابنه الهادي بن نزار إلى قلعة ألموت و حصل على دعم تنظيم الحشاشين الذي اسسه حسن الصباح في شمال ايران و الذين اعتبروا أنفسهم الجناح العسكري للدعوة النزارية. و من هنا بدأت طائفة الشيعة الاسماعيلية النزارية و هي تمتلك أخطر و اقوي تنظيم سري مسلح يقوم افراده ببذل نفوسهم و حياتهم فداءاً لتنفيد الأوامر. و استطاع تنظيم الحشاشين اغتيال الكثير من زعماء و قادة المسلمين حتي انهم حاولوا مرتين اغتيال القائد المسلم صلاح الدين الايوبي و قد اثارت جرائمهم و إغتيالتهم الرعب و الفزع في قلوب احُكام والولاة المسلمين والطائفة الاسماعيلية اليوم تحمل الأرث الشيعي كله فقد اندمج الشيعة السبعية مبكرا في الفرق الإسماعيلية الأخرى، وانتهى المستعلية الحافظية بانتهاء الخلافة الفاطمية في مصر في القرن الثاني عشر الميلادي. أما الشيعة المستعلية الطَّيِّبية فهم اليومَ البهرة الذين ينتظرون ظهور الإمام المستور من نسل(الطيب أبوالقاسم) بقيادة الداعي المطلق الذي تختلف فرقهم في تسميته. و البهرة هؤلاء يقال ان اصلهم هو من الفاطميين الشيعة الذين كانوا في مصر إبان العصر الفاطمي عندما انتهى العصر الفاطمي هاجر الكثيرون من مصروانتقلوا من بلد إلى أخر حتى انتهى بهم المقام إلى جنوب الهند و من الملاحظ ان اعداداً منهم بدأت تعود للحياة في مصر مرة أخري و تستطيع ان تراهم بوضوح في المسجد الحسين و ما حوله و هم من جددوا مسجد المعز لدين الله الفاطمي كما قلت
و هنا استغل بطلنا منصبه و نفوذه فارتبط بحركة الجهاد في ليبيا عن طريق تسهيل تهريب الأسلحة والمؤن والقادة إلى ليبيا لمقاومة الغزو الإيطالي، وقام بالتنسيق مع القيادات التركية بتهريب الضباط الأتراك لتدريب قوات المجاهد الكبير عمر المختار في ليبيا. في العام ١٩١٥ أسس أحمد الشريف السنوسي الحركة السنوسية لمقاومة الأحتلال الإيطالي المجرم و في الوقت نفسه قام صالح حرب بثورة مسلحة و انضم إلى القوات السنوسية ومعه من معه من القوات المصرية في مرسى مطروح ضد القوات الإنجليزية واستطاع أن يؤلب قبائل أولاد علي تجاه الإنجليز، واستطاع أن يحشد عدداً من القبائل في مرسي مطروح للانضمام إليه وللقوات السنوسية، وأعلن الثورة في ٢٧ نوفمبر ١٩١٥ في صحراء مصر الغربية، وظل بطلنا محمد صالح حرب يحارب بقواته الإنجليز حتى سنة ١٩١٥، وتعد هذه الثورة هى أول ثورة عسكرية يقوم بها مصري ضد الإنجليز منذ الاحتلال البريطاني لمصر عام ١٨٨٢م، حيث استطاع أن يسيطر بقواته على الواحات لمدة عامين، وأصبح قائداً للمجاهدين، وكبد القوات الإنجليزية خسائر فادحة. ثم و من بعد ذلك ذهب بطلنا محمد صالح إلي بني غازي بدأ في أذاقة الإيطاليين الأهوال بعد أن أصبح قائداً لجيوش الحركة و ذلك بعد أن قام الأنجليز في مصر بمحاكمته غيابياً و أصدار حكم الأعدام عليه....ووصلت هذه الأخبار الي أستطنبول و التي كانت تعاني فيها الخلافة الإسلامية العثمانية سكرة الأحتضار وهي تستميت في مواجهة قوات الحلفاء -فترة الحرب العالمية الأولي- و تعاني خيانات الحاكم العرب الخونة -ال سعود و اولاد الشريف حسين و غيرهم- و من ثم فقد اصبحت في أمس الحاجة الي مساندة الحركات الإسلامية ، فبعث الخليفة وحيد الدين غواصة عثمانية لتحمل الشريف السنوسي و بطلنا صالح حرب و باقي أعوانهم الي أستنطبول....و للأسف بمجرد وصول هؤلاء الإبطال كانت قوات الحلفاء قد دخلت عاصمة الخلافة و أصبح وضع دولة الخلافة أكثر شدة و بؤساً....ففر الشريف السنوسي و صالح حرب الي الأنضوال و هناك التحقوا بقوات كمال آتاتورك و ذهب بطلنا ليحارب الإنجليز في أكثر من موقعة حتي أستطاعوا أن يتغلبوا علي القوات الأنجليزية و يهزموهم و لكن بعد ذلك كانت سقطت الخلافة و بالرغم من أن سقوطها أحدث دوياً و جرحاً في نفس بطلنا الا ان الأخبار التي كانت تأتيه من مصر قد أثلجت صدره....فقد آتت الثورة المصرية -١٩١٩- بثمارها و شكل سعد زغلول أول وزارة وطنية مصرية -بغض النظر عن تقييمي الشخصي لها و لسعد زغلول و الذي قد أتحدث عنه في بوست آخر- و كان أول ما قام به سعد زغلول أن أصدر مرسوماً بالعفو عن كل السياسيين المسجونين و المنفيين....ففرح بطلنا محمد صالح حرب و قرر ان يعود الي وطنه...و بمجرد وصوله أنضم لحزب الوفد و رشحه سعد زغلول في انتخابات مجلس النواب في مسقذ رأسه أسوان في عام ١٩٢٦ و نجح فيه و أستطاع ان يحصل علي اول مرسوم بالتعليم المجاني لكل ابناء دائرته.
و حدث بعد ذلك ازامات سياسية في مصر و تم حل البرلمان و تم تعين بطلنا وكيلاً لمصلحة السجون، ثم مديراً لقوات خفر السواحل ، ثم وزيراً للحربية في حكومة علي ماهر التي تشكلت في الليلة التي سبقت انداع الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٣٩...ثم حدث أن توفي توفى الدكتور عبد الحميد سعيد رئيس جمعية الشبان المسلمين في عام ١٩٤٠ فتم أختيار بطلنا محمد صالح حرب ليتولي هذا المنصب الرفيع و كما كافح و جاهد هذا البطل الكبير في الحروب و المعارك ، جاهد و كافح بطلنا في هذا المجال و من اجل هذه الجمعية التي أصبحت في عهده منبراً و بؤرة للإشعاع الديني و الثقافي و الأدبي....و بذل ما تبقي من عمره في خدمة هذه الجمعية الي ان توفاه الله في عام ١٩٦٨
أما عن قصته مع ياسين الذي بدأت به هذا البوست فقد وقعت في بدأية ألتحاقه بالجيش حيث تم ارساله لمنطقة وادي حلفا بالسودان مع بعثة عسكرية من سلاح خفر السواحل لشراء سرب من الجمال التي تستخدمها جنود سلاح الهجانة التابع لخفر السواحل -او حرس الحدود بتعبيرنا المعاصر- و في أثناء عودته و هو معه السرب الكبير من الجمال آواي بطلنا او الظابط الشاب -وقتها- محمد صالح حرب الي أحد الأودية المتاخمة لجبال اسوان ، و هناك أبلغه أحد أتباعه انه رأي بدوياً مختبئاً عند احد المغارات و معه بندقية و يبدو انه متربصاً لهم....و لم يكن هذا البدوي الشقي سوي ياسين الذي نتغني به و نمصمص شفاهنا حزناً عليه....و كان بطلنا يعلم جيداً من هو ياسين...فياسين كان يعتبر أخطر مجرم مشي علي ارض الكنانة في ذلك الوقت....كان القتل هؤايته قبل ان يكون مهنته و كانت ازاهاق الارواح من أكثر ما يسعده و كان القاء الرعب و ارهاب الناس تسليته المفضلة....و بالرغم من أن الحكومة و معاها القوات الانجليزية قد أرسلوا الحملات بعد الحملات لألقاء القبض عليه او قتله الا ان كل هذه المحاولات باءت بالفشل حتي ان ياسين أُعتبر في زمنه الرجل الاقوي...و أعلنت الحكومة عن المكافآت السخية لمن يأتي به حياً او ميتاً أو حتي مطحوناً! و لأن بطلنا يعرف كل هذا ، فقد قرر بينه و بين نفسه أنه و في هذا اليوم أما قاتلاً او مقتولاً و أنه لن يسمح لياسين ان يكون ضحية أُخري تُضاف الي سجله الاجرامي.....و بمنتهي السرعة و الذكاء قام بطلنا بتنفيذ خطة فقد صعد الي اعلي قمة التل الذي يعلو المغارة و اسقط حبلاً تتدلي منه حزمة من البوص المشتعل، و حملت الريح الدخان الي فوهة المغارة و شعر ياسين بالاختناق ، فاضطر الي الخروج منها ، و هنا بدأت المعركة التي كان نصيب ياسين المجرم منها اربعة رصاصات صوبها بطلنا بدقة حتي اصابة احدي هده الرصاصات قلبه فارداته قتيلاً...و بعد ان هدأت المعركة فإذا بصوت امرأة تصرخ و تقول "بركاتلي....بركاتلي"...فنظر بطلنا فوجد ان الصوت هو صوت لامرأة بدوية و معاها طفل و لم تكن هذه المرأة سوي "بهية" زوجة المجرم القتيل و التي يشجينا بجمال عيونها المطربون و المطربات...فتردد بطلنا و هو يظن ان المرأة حزينة علي زوجها القتيل و لكن لم تمر لحظات حتي فهم انها كانت تقول "بركة لي...بركة لي" تعبيراً عن فرحتها بمقتله فقد كان ياسين المجرم يذاقها من العذاب و الهوان ما شاء....و لذلك فأنها كانت سعيدة بتخلصها من هذا الخوف و البلاء الذي كانت تعانيه
و بذلك ذهب ياسين باجرامه و آثمه الي الله ليلقي عند الله ما يستحقه و أصبح الشاب محمد صالح حرب بطلاً و مجاهداً كبيراً و لا نزكيه علي الله.....و لكن و للاسف صنعت عقول شيطانية أسطورة للمجرم ياسين تغني بها سفهاؤنا و أما تاريخ البطل فراح في النسيان و لم يعد يذكره الا نفراً قليلا....و....فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمرى إلى الله إن الله بصيرا بالعباد
التاريخ ليس علم الماضي ، وإنما هو علم المستقبل ، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير . الأساطير تتوقف عند ما كان ، وأما التاريخ فان عطاءه مستمر كل يوم ......من كتاب "قصة السويس" للأستاذ محمد حسنين هيكل
اقرأ ايضاً: الجزء الثالث من أسطورة القط ذو السبعة ارواح
تحدثنا في الجزء الثاني عن كيف رفض اسامة بن لادن العرض او الصفقة التي قدمها له ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير مقابل اغتيال او خطف حسني مبارك في النصف الأول من التسعينيات ثم تحدثت عن كيف تم قرر مايكل شوير الاستعانة بمجموعة أخري لتنفيذ المخطط و تحدثت بالتفصيل عن شخصية الشيخ سلامة أحمد مبروك و عما حدث لابنه من أغتصاب في أحد مقرات المخابرات العامة و من ثم تجنيده لصالح المخابرات و كيف ان بعد ان وصل الي السودان تمت محاكمته علي يد ايمن الظواهري ثم ادانته بثلاثة تُهم تم علي اثرها الحكم باعدامه بضرب النار او الرصاص عليه و هنا احب ان اشير الي تعليق احد الاصدقاء علي وهذه المعلومة حيث قال الصديق ان الشيخ الراحل سلامة احمد مبروك لم يتزوج و لم يكن له اي ابناء، و بصراحة لقد بحثت بنفسي عن هذه المعلومة من قبل ان انشر البوست و لم اجد اي معلومات تشير ان كان لدي الشيخ الراحل زوجة او ابناء.....و كان من الصعب الي التواصل الي وجود او عدم وجود اسرة للشيخ الراحل و لذلك فقد تعمدت ان اضع مصدر معلومة اعتقال ابنه و اغتصابه و تجنيده لصالح المخابرات كما انني وضعت مصدر معلومة ......اقرأ المزيد