كُتبت في ٤ يونيو ٢٠٢١
واجهت إسرائيل عبر تاريخها تحديات كبيرة لأمنها القومي، ورغم ذلك، فهي لم تقم أبداً بالإعلان عن جميع عناصر نظريتها الأمنية القومية. غير أن تعاطيها مع تلك التحديات لم يكن أبداً عشوائياً، حيث توجد مجموعة من المفاهيم الأمنية التي ساعدت في التعرف على السلوك الإسرائيلي فيما يتعلق بالصراعات الصغرى والكبرى والحروب التي تستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل، علماً بأن الجانب العملياتي "لبعض هذه المفاهيم ظل مستقراً" على مدى الأيام ، بينما تطورت مفاهيم أخرى لتتماشى مع الظروف الداخلية والخارجية المستجدة للدولة
تكاد لا توجد هناك دولة، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، قلقت على أمنها القومي أكثر من إسرائيل، وليس من الصعب سبر غور ذلك. فلقد خاضت إسرائيل منذ نشأتها قبل نصف قرن حروباً شاملة ضد جيرانها العرب. خاضت حرب الإستقلال 1948-1949، ثم حملة سيناء 1956، وحرب عام 1967 وحرب الإستنزاف عام 1969 وحرب 1973 ثم حرب عام 1982. بمعنى آخر، خاضت إسرائيل كل عشر سنوات حرباً شاملة خلال العقود الخمسة من عمرها، ناهيك عن مشاركتها السلبية على الأقل في حرب الخليج عام 1991 عندما قصف العراق أراضيها بالصواريخ البالستية، وربما تكون قد شاركت بفاعلية في البحث عن تلك الصواريخ وتدميرها في غربي العراق. علاوة على ذلك ورغم معاهدتي السلام الرسميتين بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن من جهة أخرى، وكذلك تفوقها بلا منازع في مجال الأسلحة التقليدية، فقد ظل تهديد نشوب حرب إسرائيلية-عربية تهديداً حقيقياً لغاية الآن. كما توسع هاجس الأمن القومي الإسرائيلي وامتد ليتعدى ساحة المعارك التقليدية. فعلى الطرف المنخفض لطيف الحرب غير التقليدية، تتعرض إسرائيل لموجة عنف مستمرة على شكل إرهاب وحرب عصابات (فلسطينية ولبنانية ترعاها في أغلب الأحيان دول عربية وايران) وكذلك لعصيان مسلح (فلسطيني) ومناوشات حدودية (مع مصر وسوريا ولبنان والأردن). وعلى الطرف التالي لطيف الحرب غير التقليدية،
...........اقرأ المزيد