أسطورة القط  ذو السبعة ارواح 

الجزء الثالث - أسرار جديدة في محاولة أغتيال حسني مبارك في اديس أبابا ١٩٩٥

كُتبت في ٧ يونيو ٢٠٢٠
تحدثنا في الجزء الثاني عن كيف رفض اسامة بن لادن العرض او الصفقة التي قدمها له ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير مقابل اغتيال او خطف حسني مبارك في النصف الأول من التسعينيات ثم تحدثت عن كيف تم قرر مايكل شوير الاستعانة بمجموعة أخري لتنفيذ المخطط و تحدثت بالتفصيل عن شخصية الشيخ سلامة أحمد مبروك و عما حدث لابنه من أغتصاب في أحد مقرات المخابرات العامة و من ثم تجنيده لصالح المخابرات و كيف ان بعد ان وصل الي السودان تمت محاكمته علي يد ايمن الظواهري ثم ادانته بثلاثة تُهم تم علي اثرها الحكم باعدامه بضرب النار او الرصاص عليه و هنا احب ان اشير الي تعليق احد الاصدقاء علي وهذه المعلومة حيث قال الصديق ان الشيخ الراحل سلامة احمد مبروك لم يتزوج و لم يكن له اي ابناء، و بصراحة لقد بحثت بنفسي عن هذه المعلومة من قبل ان انشر البوست و لم اجد اي معلومات تشير ان كان لدي الشيخ الراحل زوجة او ابناء.....و كان من الصعب الي التواصل الي وجود او عدم وجود اسرة للشيخ الراحل و لذلك فقد تعمدت ان اضع مصدر معلومة اعتقال ابنه و اغتصابه و تجنيده لصالح المخابرات كما انني وضعت مصدر معلومة المحاكمة التي قُدم اليها الابن بالسودان و قلت ان هناك شريط فيديو ايضا و يظهر فيه بوضوح هذا الابن المزعوم، علي العموم انا وضعت المصادر كجزء من المعلومات في هذا الجزء و اتمني ان يجد اي شخص معلومات مؤكدة عن وجود او عدم وجود زوجة و ابناء للشيخ الراحل. في هذا الجزء سوف ابدأ من كيف تم اعتقال احمد سلامة مبروك بمنطقة جنوب وزيرستان في باكستان في ٢٠٠٨ و كيف لعب الموساد دور كبير في اعتقاله ثم سأتحدث عن شخصيات اخري ثم تنفيذ المهمة. ففي آواخر أغسطس عام ١٩٩٨ بينما كانت ضباط وحدة في جهاز الموساد الاسرائيلي تُدعي "وحدة مكافحة الإرهاب" يتنصتون سراً على خط هاتف في الشرق الأوسط سمعوا المتصل يتحدث عن محدثه عن ثمة لقاء سيجمع بين شخصية جهادية مصرية مشتبه بها تُدعى إيهاب صقر مع عضو مجهول في المخابرات الإيرانية. و إن هذا الاجتماع سيُعقد في الأسبوع التالي في فندق في باكو ، عاصمة أذربيجان التي كانت جزءاً من الجمهورية السوفيتية السابقة و التي تشترك في الحدود إن مع كل من إيران و الشيشان حيث كان الصراع مازال دائراً بين الشيشان و اشلاء الامبراطورية السوفياتية متمثلة في روسيا. تم تسليم جميع الإشارات التي التقطوها من المكالمة إلى احد كبار ضباط الموساد المخضرمين و اسمه مايكل روس و الذي كان مسئولاً عن الاتصال بين الوكالة الإسرائيلية و المخابرات الأمريكية. و علي الفور قام ضابط الموساد الكبير المُخضرم - و هو بالمناسبة متقاعد من الخدمة الآن- بعمل اجتماع عاجل مع اعلي مستوي في المخابرات الامريكية المركزية و استطاع إن يقنعهم ان لقاء باكو هذا فرصة نادرة لضرب هؤلاء الرهابيين (علي حد وصفه) و طبعاً لم يكن اقناعهم بالشي الصعب خاصة ان في اوائل هذا الشهر و تحديداً في ٧ أغسطس ١٩٩٨ وقع تفجير شاحنات مفخخة خارج السفارات الأمريكية في نيروبي في كينيا ، ودار السلام في تنزانيا ، مما أسفر عن مقتل ٢٦٤ شخص. و ما ان رفع ضباط السي اي ايه تقريرهم بعد مقابلة ضابط الموساد الكبير المخضرم مايكل روس الي الرئيس الامريكي-آنذاك- بيل كلينتون فطلب كلينتون علي الفور بتحضير ضربات صاروخية على معسكرات تدريب "الإرهابيين" في أفغانستان و أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي حملة مطاردة عالمية للمسؤولين -أسامة بن لادن ومجموعته من الجهاديين- لكن في الوقت نفسه الموساد كان بيلعب في الموضوع بشكل افضل من الاسلوب الامريكاني المتهور علي طريقة كرسي في الكلوب

استمر الاسرائيليون او بالتحديد عملائهم العاملون في الموساد في جمع المعلومات و التحريات فاستطاعوا تحديد الشخصية الإيرانية فاكتشفوا ان هذه الشخصية لم تكن سوي وكيل وزارة الداخلية الإيرانية و اما إيهاب صقر الذي كان سيلتقيه الوكيل الايراني فهو رئيس أركان الزعيم الثاني في القاعدة أيمن الظواهري و الذي هو النائب الأعلى لبن لادن او هو مدير فريق ايمن الظواهري كما ان ايهاب صقر كان يعتبر استاذ الكيمياويات في تنظيم القاعدة و استطاع الاسرائيليون إيضا تحديد الفندق الذي من المفترض ان يتم فيه اللقاء او الاجتماع في باكو و اكتشفوا ايضاً ان ثمة صيدين ثمينين هناك في انتظارهما بخلاف ايهاب صقر ، الاول هو الشيخ أحمد سلامة مبروك و الذي كانوا عرفوا انه يعتبر قاضي قضاة تنظيم القاعدة و جميع الجماعات الاسلامية المتطرفة و هو الذي يقوم باصدار التشريعات لهم، و اما الثاني فكان شخص يُدعي عصام مرزوق و يقول مايكل روس عميل الموساد عن عصام مرزوق "لم يكن هو محور التركيز......لقد كان الصيد العرضي" غير ان الصدفة وحدها هي التي جعلته يعرف قيمة عصام مرزوق هذا و مدي خطورته حيث و كان عصام مرزوق نجل مهندس ثري جداً من القاهرة كان يمتلك و يدير شركة مقاولات كبيرة جداً في مصر، و عندما كان عصام مرزوق في التاسعة عشرة من عمره ، اقنع ابيه برغبته في استكمال دراسته في امريكا غير أنه شق طريقه إلى الحدود الباكستانية الأفغانية والتحق بمعسكر للجهاديين هناك.و لكن في عام ١٩٩٣ ، هرب عصام مرزوق إلى فانكوفر بكندا مع حقيبة مليئة بالهوية و اثباتات الشخصية المزيفة و تزوج هناك من سيدة كندية و افتتح شركة تجارية وأنجب طفلاً كنديًا. و خلال السنوات الخمس التي قضاها في كندا حرص عصام مرزوق علي ان يظهر بمظهر انه مواطنًا هادئًا ومثاليًا غير أنه قرر العودة مرة أخري إلى أفغانستان لخدمة ابن لادن والظواهري مرة أخرى في اوائل ١٩٩٨. و بالصدفة كان ضابط الموساد الإسرائيلي مايكل روس قد ولد لعائلة يهودية في أونتاريو و نشأ في فيكتوريا بكندا ثم خدم في القوات المسلحة الكندية و ذلك قبل ان يلتقى بامرأة إسرائيلية و يتزوجها و يهاجر الي اسرائيل و يقيم في إحدي الكيبوتزات او المستوطنات الزراعية هناك و أصبح مواطنا إسرائيليا ثم يلتحق بالجيش الإسرائيلي قبل ان يتم تجنيده بالموساد، فما ان عرف ان عصام مرزوق له تاريخ في كندا حتي آثار ذلك انتباه، ليكتشف بعد البحث هذا كله ان عصام مرزوق هو خبير المتفجرات الأول في تنظيم القاعدة و إنه كان المسئول عن تدريب الرجال الذين فجروا السفارتين امريكيتين نيروبي و دار السلام، و إنه -اي عصام مرزوق- و الذي كان يعيش في كندا بشكل هادئ كان في الاساس عضواً في مجلس الشورى للجهاد الإسلامي. و هنا يقرر الاسرائيليون بالاتفاق مع الامريكان اشراك كل من عملاء المخابرات الالمانية و الكندية و الاذربيجانية التي كانت في بداية تكونها بسبب استقلالها الحديث عن الاتحاد السوفياتي المنهار، و لذلك فان المخابرات الاذربيجانية وقتها كانت نفسها جهاز الشرطة، و بالفعل فقد تم توجيهها من قبل اجهزة المخابرات الاخري سالفة الذكر و ما أن تلقت الشرطة الأذربيجانية تأكيدًا بمعلومة أن ايهاب صقر كان في غرفته بالفندق يشرب القهوة مع احمد سلامة مبروك و عصام مرزوق حتي اقتحمت الغرفة واحتجزت الأشخاص الثلاثة الذين وجدتهم حاضرين، ونقلتهم حفاة القدم إلى مركز الشرطة. و خلال عملية الاقتحام تم الاستيلاء على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بإيهاب صقر ووجدوا فيه معلومات مهولة عن ما تم تسميته ب "خلية ألبانية" ، مما أدى إلى غارة جديدة تم شنها في اوروبا شهدت اعتقال خمسة آخرين وتسليمهم إلى مصر. كما أكدت ظاهرياً هوية أكثر من مائة آخرين تم اعتقالهم أو تم اعتقالهم بناءً على روابطهم بالمجموعة و كان هؤلاء الاشخاص يعيشون في مصر. اما الثلاثة المعتقلين :احمد سلامة مبروك و عصام مرزوق و ايهاب صقر" فقد تم نقلهم من اذربيجان عبر تركيا و قامت الولايات المتحدة بتسليمهم على الفور الي مصر. و في مصر حُكم على مرزوق ب١٥ سنة سجن وأحمد سلامة مبروك بالمؤبد وأما مصير إيهاب صقر في مصر فغير معلوم، فلقد أختفي خالص و كأنه تبخر او تم اذابته في محلول قلوي غريب علي طريقة الجزاء كم الجنس العمل لانه كان المتخصص في الكيمياويات في تنظيم القاعدة كما ذكرت. و جديداً بالذكر إنه و في ديسمبر ٢٠٠٧ ، أعلن أيمن الظواهري أنه سيتلقى أسئلة من الجمهور ويحاول الإجابة على أكبر عدد ممكن، و خلال رده علي الاسئلة وصله سؤال غريب و كان السؤال برقم ٨٤٦ لمن يريد الرجوع اليه و كان نصه "عما إذا كان يعرف ما إذا كان صحيحًا أنه تم القبض على أحمد سلامة مبروك أثناء محاولته شراء الزئبق الأحمر من إيهاب صقر او وكيل وزير الداخلية الإيراني؟" و الاغرب ان ايمن الظواهري تهرب من السؤال. و اما الزئبق الأحمر لمن لا يعرفه فهو مادة مزعومة ذاع صيتها منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وما زال الكثيرون يؤمنون بوجودها رغم عدم تحديد ماهيتها أو تركيبتها ولا إثبات وجودها على وجه اليقين. تعود شهرة هذهِ المادة إلى المزاعم الكثيرة التي راجت حول استخداماتها الكثيرة في صناعة عدد من الأسلحة المختلفة غير ذات العلاقة ببعضها البعض، وهو مما أثار المزيد من الشكوك حول صحة وجود مثل هذه المادة، فمثلاً يزعم مروجوا تلك المادة أنها تدخل في صناعة الأسلحة النووية، أو أنها توفر طريقة أسهل لصنع القنابل الاندماجية وذلك عبر تفجير مادة الزئبق الأحمر موفرةً بذلك ضغطاً شديداً يؤدي لبدء التفاعل النووي الاندماجي دون الحاجة لوقود انشطاري يتم تفجيره نووياً أولاً لتوفير الضغط اللازم (و لعل اظرف هذه المزاعم هي ما يتردد في مصر في ان استخدام هذه المادة تساعدك في تسخير الجن او الوصول الي موميهات فرعونية) كما أشارت مزاعم أخرى إلى أن الزئبق الأحمر يمثل مفتاح نظم توجيه الصواريخ البالستية السوفييتية أو حتى مزاعم بإنه البديل الروسي المستعمل لتقنية الطلاء المضاد للرادار في طائرات الشبح. و يقال و العلم عند الله أنه قد تم ضبط عينات من الزئبق الأحمر مع إرهابيين مفترضين غير انه تبين فيما بعد أنها ليست سوى أصباغ حمراء أو مساحيق لا قيمة لها، ويعتقد البعض أن بعض عمليات بيع تلك المواد تمت بشكل متعمد من قبل أجهزة أمنية بهدف الإيقاع بمهربين للمعدات والمواد النووية، حيث ينسب البعض اختلاق قصة الزئبق الأحمر إلى وكالات مخابرات الاتحاد السوفييتي السابق أو إلى وكالات حكومية أمريكية و لكي ننتهي من هذه المسألة فرن أغلب الظن عندي ان المقصود كان مادة "الزرنيخ الأحمر" و ليس الزئبق الأحمر المزعوم، و أقول هنا انه ربما كان ذلك صحيحاً و هو ان أحمد سلامة مبروك كان هناك من أجل شراء تلك المادة الخطيرة جداً و لعل وهذا سبب ارتباك ايمن الظواهري عند سؤاله. الغريب في الأحمر انه في السنة التي تلت ٢٠٠٧ و حوار ايمن الظواهري اي في عام ٢٠٠٨ تم اعتقال احد الجهاديين و في اثناء التحقيقات التي تمت معه ذكر ان عمرو محمد حامد او امير احمد و هو من المفترض ان يكون لاعب كرة سلة مصري هاجر الي كندا ثم انضم الي جماعة ارهابية هي التي قامت بتفجير السفارتين الامريكتين بافريقيا و انه من المفترض ان يكون مات هناك وقتها فقد عثرت الشرطة علي اشلاءه و باسبورت بهذا الاسم، غير ان هذا الجهادي اعترف ان عمرو حامد و هذا هو نفسه عصام مرزوق.......كيف استطاع مرزوق فعل ذلك؟ لا احد يعلم

ما هي علاقة كل هذا بمحاولة اغتيال حسني مبارك في اديس ابابا؟

العلاقة هي ان هذه المجموعة كانت جزء من المجموعة التي خططت و حاولت تنفيذ المخطط و اما الشخصية الجوكر في هذا المخطط فكان الشخص الذي ذكرته في الجزء الثاني باسم "مصطفى أحمد حسن حمزة" و هو كما قلت مازال علي قيد الحياة و موجود في مصر و في قبضة الأمن و كان في قبضة الأمن في عصر مبارك و مع ذلك لم يفكر مبارك في اصدار حكم الاعدام عليه او قتله و ستعرفون لماذا!! و لد مصطفي أحمد حسن حمزة في المانيا في صعيد مصر في عام ١٩٥٦ و نشأ و تربي في أسره متدينة، حيث كان يحضر دروس مشايخ وعلماء الجماعة الإسلامية في المنيا، والتي كانت تسيطر علي الصعيد بالكامل في ذلك الوقت، فكانت فرصة كبري للانضمام لهذه الجماعة و آمن بكل افكارها فكان يرى أن العنف هو الطريق والحل الأمثل للقضاء علي رؤساء وحكماء الطغاة في الدول العربية، كما كان ينادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، لتُصبح هي البوابة الرئيسية لتطبيقها في الدول العربية بعد ذلك حتي اصبح حمزة واحد من أبرز قيادات «الجماعة الإسلامية»فكان يوصف بكونه رجل المهمات الخاصة، فعلى مدى عقدين تقريبا تولى رئاسة الجناح العسكري للجماعة التي شغلت الرأي العام المصري والعالمي بعمليات العنف التي نفذتها ضد مسؤولين مصريين كبار». واشار قيادي «الجماعة الاسلامية» الى اتهام حمزة في قضية الجهاد الكبرى عام ١٩٨١ حينما تم أستخدام بعض الافراد المنتمين الي الجماعات الاسلامية في عملية قتل السادات التي تمت في الاساس بناءاً علي طلب و دعم امريكا سأتحدث عنه بالتفصيل في بوست منفرد، غير ان الاجيال الجديدة تعرف فقط حادثة اغتيال السادات و لا يعلمون شيئاً عن واقعة احتلال مديرية امن أسيوط التي وقعت في ٨ اكتوبر ١٩٨١ اي بعد مقتل السادات بيومين و التي تم فيها قتل ١٨١ شخصاً منهم ٥ ظباط و ١٠١ جندي او عسكري داخل المديرية و علي اثره تم اعلان استقلال مدينة اسيوط او تحريرها علي حسب زعم الجماعات الاسلامية وقتها، و بعد صدام عنيف تمكن الجيش من اعادة السيطرة ثم بدأت حملة إعتقالات كبيرة علي افراد الجماعات الاسلامية فكان منها اعتقال مصطفي أحمد حسن حمزة وحكم عليه بالاشغال الشاقة سبع سنوات قضاها كاملة، وبعد الافراج عنه كسر الرقابة المفروضة عليه و هرب مسافر خارج مصر إلى إحدى الدول العربية (الإردن طبعاً) ، ومنها إلى جبال أفغانستان الشاهقة الوعرة، حيث التحق برفاقه هناك، طلعت فؤاد قاسم «ابو طلال القاسمي» ورفاعى طه «ابو ياسر»، وانضم لمجلس شورى الجماعة بالخارج. وفي مصر تم الحكم على حمزة غيابيا بالاعدام ثلاث مرات من المحكمة العسكرية وأيضا من محكمة أمن الدولة طوارىء، في القضية الاولى «العائدون من أفغانستان» عام 92، والثانية في قضية «العائدون من السودان» عام 95، وهناك حكم ثالث من محكمة أمن الدولة طوارىء برئاسة المستشار صلاح الدين بدور عام 99 . وفي عام 1992 اتهمته السلطات المصرية مع آخرين من قيادات الجماعة الموجودين خارج مصر مثل رفاعي طه ومحمد الاسلامبولي وطلعت فؤاد قاسم )ابو طلال القاسمي)، بالتحضير لشن عمليات مسلحة ودفع عناصر مدربة في أفغانستان إلى داخل مصر للقيام بها. وأصدرت محكمة عسكرية في أول محاكمة من نوعها شكلت عام 1992، حكما بإعدام حمزة وطه والاسلامبولي وقاسم، ولم يكن هذا الحكم بالإعدام هو الوحيد الذي يواجهه حمزة بل أصدرت محاكم عسكرية وجنائية أحكاما أخرى بإعدامه في قضايا السياحة والبنوك والعائدين من السودان لترسم له وسائل الإعلام صورة قاسية الملامح. و هنا يلتقطه ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير و يعرض عليه نفس الصفقة التي عرضها علي اسامة بن لادن و التي تهدف الي اغتيال او خطف حسني مبارك و يوافق مصطفي احمد حسن حمزة و يكون الفريق الذي سينفذ العملية و يتواصل مع اشخاص مشاركون فيها بشكل غير مباشر سواء في الداخل او الخارج، ويتم وضع الخطة المذهلة و هنا لابد ان اذكر واحد من اهم الكُتب او المصادر الذي ممكن ان تجد فيه تفاصيل تلك الخطة و هو كتاب The Looming Tower او البروج المشيدة و هو كتاب خطير جداً عن الجماعات الاسلامية كتبه الكاتب الصحفي الكبير لورانس رايت و قد فاز الكتاب باكبر ١٥ جائزة في النشر و قد استمد او استلهم الكاتب الصحفي اسم كتابه البروج المشيدة من الآية القرآنية التي تقول "أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" و هو يعني بذلك حكام الدول التي ستستهدفها الجماعات الاسلامية المسلحة او الجهادية. نعود الي خطة الهجوم او الاغتيال و التي بدأ تنفيذها منذ أكثر من عام حيث حصلت المجموعة المنفذة علي باسبورات سودانية باسماء مستعارة ثم اقامات في اثيوبيا التي تزوجوا فيها من نساء إثيوبيات ظاهرياً لكي يبدون كما لو كانوا مندمجين في المجتمع الاثيوبي، و هنا يظهر ايمن الظواهري لاول مرة في الحدث و قبل الهجوم حيث سافر إلى إثيوبيا لتفقد موقع الاغتيال (من نفس المصدر "البروج المشيدة") و هذا يوضح ان بالرغم من رفض اسامة بن لادن للقيام بعملية الاغتيال فان ايمن الظواهري العميل كان متورطاً و متواطأً في العملية و كان يعمل من خلفه!!! كيف ذلك؟؟ و كيف حصلوا علي الجوازات السودانية؟ هذا ما ستعرفونه في الجزء القادم غداً ان شاء الله

التاريخ ليس علم الماضي ، وإنما هو علم المستقبل ، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير . الأساطير تتوقف عند ما كان ، وأما التاريخ فان عطاءه مستمر كل يوم ......من كتاب "قصة السويس" للأستاذ محمد حسنين هيكل



اقرأ ايضاً: الجزء الثالث  من أسطورة القط  ذو السبعة ارواح

تحدثنا في الجزء الثاني عن كيف رفض اسامة بن لادن العرض او الصفقة التي قدمها له ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير مقابل اغتيال او خطف حسني مبارك في النصف الأول من التسعينيات ثم تحدثت عن كيف تم قرر مايكل شوير الاستعانة بمجموعة أخري لتنفيذ المخطط و تحدثت بالتفصيل عن شخصية الشيخ سلامة أحمد مبروك و عما حدث لابنه من أغتصاب في أحد مقرات المخابرات العامة و من ثم تجنيده لصالح المخابرات و كيف ان بعد ان وصل الي السودان تمت محاكمته علي يد ايمن الظواهري ثم ادانته بثلاثة تُهم تم علي اثرها الحكم باعدامه بضرب النار او الرصاص عليه و هنا احب ان اشير الي تعليق احد الاصدقاء علي وهذه المعلومة حيث قال الصديق ان الشيخ الراحل سلامة احمد مبروك لم يتزوج و لم يكن له اي ابناء، و بصراحة لقد بحثت بنفسي عن هذه المعلومة من قبل ان انشر البوست و لم اجد اي معلومات تشير ان كان لدي الشيخ الراحل زوجة او ابناء.....و كان من الصعب الي التواصل الي وجود او عدم وجود اسرة للشيخ الراحل و لذلك فقد تعمدت ان اضع مصدر معلومة اعتقال ابنه و اغتصابه و تجنيده لصالح المخابرات كما انني وضعت مصدر معلومة ......اقرأ المزيد

أخترنا لكم