أسطورة القط ذو السبعة ارواح
الجزء الرابع - أسرار جديدة في محاولة أغتيال حسني مبارك في اديس أبابا ١٩٩٥
كُتبت في ٢٩ يونيو ٢٠٢٠
توقفنا في الجزء السابق عند بدأية تنفيذ خطة الهجوم علي موكب حسني مبارك و أختطافه او إغتيال و التي بدأ تنفيذها من عام ١٩٩٤ اي قبل الحادث بعام حيث حصلت المجموعة المنفذة علي باسبورات سودانية باسماء مستعارة ثم اقامات في اثيوبيا التي تزوجوا فيها من نساء إثيوبيات ظاهرياً لكي يبدون كما لو كانوا مندمجين في المجتمع الاثيوبي، و قلت انه في هذه اللحظة يظهر ايمن الظواهري لاول مرة في الحدث و قبل الهجوم حيث سافر إلى إثيوبيا لتفقد موقع الاغتيال و هذا يوضح ان بالرغم من رفض اسامة بن لادن للقيام بعملية الاغتيال فان ايمن الظواهري العميل كان متورطاً و متواطأً في العملية و كان يعمل من خلفه!!! و توقفت مع سؤال هو كيف حصلوا علي الجوازات السودانية؟ و في هذا الجزء سأوضح كيف حدث هذا و من هو الشخص الذي ساعدهم بذلك و بذلك ورط السودان في مصيبة مازال يعاني منها الي اليوم. فلم يكن هذا الشخص سوي "علي عثمان طه" و هو الرجل الجوكر في السودان و كبير مراكز القوي و الذي خّدع السودانيون بان بدأيته كانت الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين غير انه انشق عنهم ثم انقلاب علي المعارضة و الحكم الاسلامي الذي اقامه الشيخ الراحل حسن الترابي رحمه الله و انه -اي علي عثمان طه- لعب دورًا أساسيًا في تأسيس نظام البشير الذي دام ثلاثة عقود، و ان حجم الولاء الذي يدين بيه للرئيس عمر البشير سواءً على المستوى السياسي أو الأيدولوجي لا حدود له حتي انه أطلق عليه لقب «دينامو» البشير !!! و لابد هنا ان نقف لحظة عند علي عثمان طه الذي ولد في ١ نوفمبر ١٩٤٤ في الخرطوم لأسرة بسيطة الحال تنتمي إلى قبيلة الشايقية العربية وتلقّى تعليماً دينياً في الخلوة في بواكير حياته ثم تخرج من كلية الحقوق جامعة الخرطوم في عام ١٩٧١ التي كان رئيسا لاتحاد طلبة فيها و بدأ حياته في السلك القضائي ثم المحاماة ثم نائباً في مجلس الشعب ثم معارضاً لنظام جعفر النميري ، حتي ظهر علي الساحة بعد انقلاب ١٩٨٩ المسمي بثورة الإنقاذ الوطني في السودان، و هنا عُرف علي عثمان طه تاريخياً بأنه الرجل الثاني في تنظيم الجبهة الإسلامية القومية، بعد الشيخ الدكتور حسن الترابي رحمه الله إلى أن انقلب عليه في ديسمبر ١٩٩٩ ، بعد مذكرة العشرة الشهيرة التي أدّت لعزل الترابي بعد صراع على السلطة مع عمر البشير و هنا يظهر وجه جديد لعلي عثمان طه حيث ظهر أن الرجل لديه الكثير من الحيل التي قد يلجأ إليها، وعلمه ببواطن الأمور ومراكز القوى التي قد تغير المشهد لصالح نظام البشير ، حيث إن بداية ظهوره تزامنت مع بداية حكم البشير عام ١٩٨٩ ، وكان من ضمن قادة الصف الأول في ذلك التوقيت والذين أقسموا على الولاء للحركة الإسلامية مهما اشتد البلاء التي خانها بكل جرأة. كان له دور مركزي في الوصول إلى اتفاقية نيفاشا، أول اتفاق للسلام مع زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق في ٩ يناير ٢٠٠٥ بعد مفاوضات كثيرة. كلفه الرئيس البشير بعدها بإدارة ملف المفاوضات المتعلقة بإقليم دارفور فكان سبباً في خرابها. و الآن نعود الي محاولة الأغتيال
قام علي عثمان طه بتدبير جوازات السفر السودانية للفرقة التي ستقوم بتنفيذ عملية اختطاف او اغتيال مبارك، و الحق يقال ان عمر البشير و حسن الترابي -رحمه الله- لم يعلما بهذه الجريمة علي الإطلاق فقد استغل علي عثمان طه منصبه كنائب للدكتور حسن الترابي و بالتؤاط مع رئيس جهاز الأمن السوداني سئ السمعة نافع علي نافع و هو واحد من الثلاثة الذين أنشأوا السجون والمعتقلات التي تسمى بـ"بيوت الأشباح" لتعذيب المعارضين السياسيين و تدمير عقولهم و اجسادهم (بالمناسبة تم ابعاده من منصبه بأمر شخصي و مباشر من مبارك بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لعلم مبارك انه هو الذي قام باصدار الجوازات السودانية لفريق تنفيذ مهمة الأغتيال و من ثم تم تعينه وزيراً للزراعة والغابات، ثم مستشارا لرئيس الجمهورية للسلام، ثمَّ وزيرا لديوان الحكم الاتحادي، ثم مساعداً لرئيس الجمهورية ونائبا لرئيس حزب المؤتمر الوطني) و بعد ان تسلمت المجموعة جوازات السفر الخاصة بها طارت علي اثيوبيا للأستعداد لتنفيذ المخطط، و كان المشاركون في التنفيذ هم
١- مصطفى أحمد حسن حمزة – مصري (و اسمه الحركي أبو حازم) – رئيس الجماعة الاسلامية بمصر – قائدأ للعملية
٢- صفوت حسن عبد الغني (اسمه الحركي رابح) – مصري عضو الجماعة الاسلامية، تم استخراج جواز سفر سوداني له باسم فيصل محمد إدريس
٣- أحمد سراج – مصري – عضو الجماعة الاسلامية - تم استخراج جواز سفر سوداني له باسم فيصل علي لطفي
٤- عبد الكريم عبد الراضي أحمد (اسمه الحركي ياسين) – مصري عضو في الجماعة الإسلامية
٥- العربي صديق حافظ (اسمه الحركي خليفة) مصري – عضو في الجماعة الاسلامية
٦- عبد القدوس القاضي – مصري- عضو الجماعة الاسلامية
٧- مصطفى عبد العزيز محمد - مصري - ( اسمه الحركي التركي) – عضو الجماعة الاسلامية
٨- شريف عبد الرحمن - مصري - ( الاسم الحركي عمر) – عضو الجماعة الاسلامية
٩- عبد الهادي مكاوي - مصري - (اسمه الحركي حمزة) – عضو الجماعة الاسلامية
١٠- ملازم أمن الطيب محمد عبد الرحيم – جهاز الامن الداخلي- ادارة العمليات
١١- عبد الله الجعلي – سوداني – يعمل في الوكالة الاسلامية للاغاثة – عضو بالأمن الشعبي
١٢- محمد الفاتح يوسف – سوداني – يعمل في الوكالة الاسلامية للاغاثة – عضو بالامن الشعبي
١٣- تاج الدين بانقا محمد احمد – سوداني – عضو بالامن الشعبي.
في ٢٦ يونيو 1995 و في تمام الثامنة و النصف صباحاً وصلت طائرة الرئيس المصري محمد حسني مبارك الي اديس ابابا في اثيوبيا لحضور القمة الأفريقية المُزمع عقدها هناك. و كان في استقبال الرئيس المصري نظيره الاثيوبي و بينما كانت تتم مراسم الاستقبال المعروفة باسم مراسم الشرف، كان حرس الرئيس المصري في حجرة للتفتيش عن اسلحتهم و كانوا قد اصطحبوا معهم سيارة رئاسية مصفحة و سائق مصري اسمه الحاج عبد الحميد و ذلك بعد ان أخبرتهم اثيوبيا بعدم قدرتها علي توفير سيارة مصفحة لانها كانت دولة فقيرة في ذلك الوقت ، كان عدد الحرس الشخصي للرئيس المصري مكون من ٧ اشخاص بقائدهم اللواء حامد شعراوي الذي لم يخضع للتفتيش في هذه الحجرة و ذلك بسبب ملازمته للرئيس خلال مراسم الشرف و بالتالي التوجه بالرئيس الي السيارة المصفحة التي ينتظر السائق داخلها غير ان الحرس الست قد دخلوا في عمليات شد و جذب وصلت لحد الشجار مع الامن الاثيوبي و ذلك لرغبة الامن الاثيوبي سحب بعض السلاح منهم ، مما جعلهم يتأخرون في الخروج من الحجرة فذهب اليهم قائدهم و عندما عرف المشكلة لجأ الي حيلة و هي أخفاء بعض الطبنجات عن الامن الأثيوبي حتي لا يتم سحب كل السلاح، و بذلك خرج الحرس الشخصي غير انهم فؤجئوا بأن الحرس الأثيوبي الذي سيرافق موكب الرئيس دون المستوي و انه لا يتعدي عدد قليل جداً من رجال الشرطة الغير مؤهليين و هنا بدت العملية تبدو غير طبيعية، و لكنهم انصرفوا علي كل حال من المكان و ما ان انطلق الموكب و علي مسافة لم تتعدي ال٨٠٠ متر من المطار و تحديداً في شارع بولي بأديس أبابا، وهو الشارع الرئيسي و الذي يوجد به مقر الاتحاد الأفريقي و عند الوصول الي احدي الدورانات (صينية) و بعد عبورها فؤجئ الحرس بإن هناك مبني صغير، خرجت منه سيارة كبيرة متهالكة يدفعها رجلين و قد بدت السيارة مُعطلة ( عٌرف فيما بعد انها تحتوي علي ٦٠ الي ٧٠ كيلو من مادة التي ام تي و هي مادة تُستخدم في التفجيرات ) غير ان السيارة قد توقف الرجلين عند دفعها لتقف قاطعة الطريق علي الموكب. و كان الموكب يتكون من موتوسيكل يقوده ظابط شرطة اثيوبي، ثم سيارة شرطة اثيوبية يوجد بها ظابطين و سائق، ثم سيارة الرئيس مبارك المصفحة و كان يجلس فيها الرئيس مبارك في المقعد الخلفي و بجواره وزير الزراعة الأثيوبي و اما في الامام و بجوار السائق -الحاج عبد الحميد- فكان يجلس ظابط شرطة اثيوبي كبير الرتبة طبقاً للبرتوكول ، ثم سيارة الحرس التي بداخلها افراد الحرسة السبع و هي من نوعية تويوتا لاند كروزر. و في تلك اللحظة التي قطعت السيارة الكبيرة المتهالكة الطريق اوقف الظابط الاثيوبي الموتوسيكل الذي كان يقوده و نزل ليتحري الأمر غير ان رصاصة من احد الرجلين الذان كانا يدافعا السيارة اردته قتيلاً علي الفور، و علي الفور نزل الحرس المصري باقصي سرعة و لأنهم مدربون علي اعلي مستوي فقد أتخذوا بسرعة اماكنهم لحماية الرئيس الذي كانت تستدير سيارته للعودة الي المطار بينما تقدموا هم في اتجاه منفذي الهجوم فكان اللواء رأفت الحجيري (عقيد في ذلك الوقت) اول من اسقط المهاجم الأول و الذي خرج من البيت الصغير من جهة اليمين و هو شريف عبد الرحمن الذي كان يحمل بندقية آلية مزودة بخزنتين طلقات و ذهب مباشرة الي سيارة مبارك و اطلق وابل من الرصاص علي سيارة الرئيس، بعد ان شكل مع اللواء حامد شعراوي و اللواء جمال حائط صد و افرغوا فيه عدد لا يقل عن ٣٠ او ٤٠ رصاصة، اما علي جهة الشمال فقام باقية الحرس بتصفية شخص آخر كان يطلق الرصاص من بندقية آلية. بمجرد ان رجعت سيارة مبارك الي المطار و كان موجود به عدد ١٥ ظابط من الحرس الجمهوري لحراسة الطائرة الرئاسية و كانوا قد سمعوا بضرب الرصاص و علموا ان هناك اشتباكات قد وقعت و علي الفور اسرعوا الي سيارة الرئيس بمجرد وصولها الي المطار فقاموا بصناعة حائط حوله و ادخلوه الي صالون كبار الزوار لحمايته. في الوقت نفسه كانت الاشتباكات لا تزال مستمرة بين الحرس السبعة للرئيس مع المجموعة المنفذة للعملية و التي اتضح ان باقي افرادها كانت متمركزة ذاخل هذا البيت الصغير حتي جاءت الشرطة الأثيوبية و انطلقت قوة الحراسة المصرية عائدة الي المطار و بمجرد عودتها اقلعت الطائرة عائدة الي مصر بعد ان فشلت عملية اختطاف او قتل مبارك، و في الطريق الي القاهرة كان مبارك قد ادرك اللعبة كلها و قرر ان يجعل اللعبة كلها لصالحه عند عودته، و بناءاً عليه تم عمل مؤتمرات شعبية ضخم و دعي مبارك كل الرموز الدينية في مصر ليعلن ان البلد متماسكة خلفه و انه لن يستطيع احد ابتزازه و هنا نستطيع ان نعرف الدور الذي لعبه الشيخ الشعراوي و الذي ذكرته في الجزء الأول من هذه السلسلة و كان الدور يكمن في صبغ الحدث بصبغة دينية ربما قد يفهم بعض السُذج -و ما أكثرهم- بإنه انتقاد لمبارك بينما هو دعم كامل و شوشرة علي البحث في حقيقة ما حدث و ما ترتب عليه، حتي اصبح هذا الحدث متختزلاً في عقول أغلب ان لم اقل كل المصريين بحديث الشعراوي ليس أكثر
لقد ترتب علي محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس المصري حسني مبارك العديد من المصائب كان اولها استغلال مبارك للحادث و توظيفه في احتلال حلايب و شلاتين و ذلك بعد ان وجه اتهام مباشر للنظام السوداني و ثورة الانقاذ بقيادة حسن الترابي بمحاولة أغتياله و ذلك ما ترتب عليه من ادخال السودان في نفق مُظلم و سيكون الحديث عن ذلك هو موضوع الجزء القادم و سأشرح في الجزء القادم لماذا قام مبارك باستهداف السودان بالذات، و لكن الآن سأتحدث عن التوظيف الثاني لمحاولة الأغتيال الفاشلة و هو استهداف الاسلام السياسي و اللعب بالمؤامرة التي وضعها ضابط الاتصال فى المخابرات الأمريكية مايكل شوير بنفس ادوات اللعبة و بدون ان يُحدث اي شوشرة و لا يتهم امريكا و هذا الهبل و الغباء الذي يتمتع به قادة العالم الثالث سواء كانوا عرباً او افارقة او من جمهوريات الموز في امريكا اللاتينية، و هنا تقتنع الادارة الامريكية الجديدة بقيادة بيل كلينتون بمدي ذكاء حسني مبارك و تقتنع معهم كل الدول الاوروبية و لان هذا حديث يطول فسوف احاول ان اختصره و انا اتحدث عن الاسلام السياسي و كيف لعب به مبارك و بالغرب نفسه. فالإسلام السياسي يا اصدقائي كما ترون ينقسم الى فريقين، فريق أصولي وفريق معتدل و سنلاحظ هنا ان هذه التسميات هي تسميات نسبية و ذلك لانها تسميات غربية و طبعاً الصورة او التصور الغربي دائماً ناقصة، و لذلك لاختلاف الثقافة و سطحية النظرة و لكن اذا أردنا ان نرى الصورة كاملة فيجب أن نضيف حقائق أخرى، مثل احتياج الغرب لمجاهدين في أفغانستان ثم في اليمن ثم في البوسنة. سنرى ان الغرب يراقب التغيرات الحادثة في المجتمع المصري بدقة، فمثلاً أثر دخول المعتدلين في السياسة المصرية أزعج الغرب بلا شك الغرب والذي كان يتوقع ترويض المعتدلين وجرهم الى التخلي عن عقيدتهم مثلما يحدث اليوم في تونس مثلاً، ولكن المعتدلون في مصر فرضوا عقيدتهم وأفكارهم وتوجهاتهم بطريقة غير عنيفة (نعم بطريقة غير عنيف بالرغم من كل عمليات التكفير و الهجرة و الجماعات الاسلامية) حتى ان الحزب الديمقراطي نفسه والمجتمع ككل تأثروا بأفكارهم فأفعال مثل حذف مشاهد الرقص في الأفلام، وانتشار الحجاب، و التأثير على الثقافة، ازعجت الغرب بشدة وكذلك انتشار التيار الإسلامي في مجال الاستثمارات والاعمال وسحبه لمدخرات الشعب من البنوك الربوية (تذكروا صعود الاقتصاد الاسلامي متمثلاً في مجموعة الريان او السعد او الشريف او غيرها) هذا الموضوع من أشد المواضيع التي تزعج الغرب، يتبين لنا هذا الانزعاج الغربي في تصرفات انقلاب عصابة العسكر بقيادة السيسي عام ٢٠١٣ ، فكان من بين الإجراءات الأولى ضد الإخوان أو ضد الإسلام بمعني أصح، اغلاق الصحف والمحطات الفضائية الإسلامية، حرق الكتب الإسلامية في المدارس، مصادرة المدارس والمستشفيات والجمعيات الخيرية الإسلامية المملوكة للإخوان أو للجمعيات الخيرية الإسلامية، مصادرة شركات الإخوان المسلمين وتطور الامر الآن الى مصادرة شركات من لا يؤيد الانقلاب حتي محلات مثل التوحيد و النور انظروا الي كم الهجوم و السخرية التي تتعرض لها و التي اردت ان اكتب بوست عنها غير انني لا اريد ان يفسر احد ما اكتبه علي انه دعاية لشركة تجارية. هناك ثمة تقرير مهم جداً عن الاسلام السياسي كتبته واحدة من اخطر صهاينة الادارة الامريكية و هي الاستاذة الدكتورة شريفة زهور و التي اسميها أنا "المرأة الجوكر" و هي بالمناسبة قد قامت بالتدريس للعميل عبد الفتاح السيسي و العميل الآخر صدقي صبحي في كلية الحرب الأمريكية في ٢٠٠٦، لو أخبرتكم بما في هطا التقرير لعرفتم ان كل ما تظنون انه مجرد جرائم نابعة من عصابة العسكر ليس الا جرائم يرتكبها الغرب الصهيوني بأيدي عصابة العسكر، و ما هي الا أُمنيات الغرب الصهيوني منذ عقود. و كما انني افكر في الكتابة عن شخصية المرأة الجوكر شريفة زهور فانني اعلم انني لابد ان اكتب لكم ايضاً عن شخصية الرجل الجوكر المسمي ب"جوستاف أفراكوتوس" صاحب العملية سايكلون و الذي عن طريق تمكن الغرب من الاتصال بالجهاديين في أفغانستان و من ثم استطاعت كلاً من القوات الخاصة البريطانية والأمريكية تدريبهم لمحاربة الروس وذلك بعد ان طاف غوست افراكوتوس على زعماء المنطقة العربية واولهم حسني مبارك للسماح باستخدام الجهاديين و استمر تعاون الغرب مع الجهاديين الى درجة انهم اجتمعوا معهم في السفارة الأمريكية في القاهرة عام ١٩٨٩ وعقدوا معهم اتفاقيات كما ان تعامل السي آي إي مع الشيخ عمر عبد الرحمن كان من قبل ذلك التاريخ ففي عام ١٩٨٦ حصل الشيخ عمر عبد الرحمن على تأشيرة دخول أمريكا بمساعدة السي آي إي واستمر هذا التعاون حتى قررت أمريكا الغدر بالجهاديين في التسعينات وأنشات برنامج الخطف والتعذيب والتسليم الذي بموجبه قامت بخطف الجهاديين من دول العالم وتسليمهم الى مصر لتعذيبهم ونزع اعترافات منهم بجرائم لم يرتكبونها ولكن تخطط لها وترتكبها أجهزة الاستخبارات و اكبر مثال علي هذا هو تفجير مركز التجارة العالمي الذي نعلم اليوم علم اليقين تورط السي آي إي والاف بي آي فيه وان الفاعل الرئيسي الذي قام بتركيب القنبلة عراقي على صلة بأجهزة الاستخبارات تم تهريبه من أمريكا الى العراق لمحاولة الصاق تهمة التفجير في صدام حسين وان الإف بي آي كان على علم بالتفجير وكان من المفترض ان يغير مكونات القنبلة ولكنه لم يفعل، و ستصدمون عندما تعلمون ان كل هذا الحادث كان من تدبير ظابط مخابرات مصري!!!
هناك الكثير من الحقائق التي يزداد كل يوم كشفها والتي تغير في الحقيقة نظرتنا للحقائق المفبركة التي يريد الغرب ترسيخها في عقولنا وعقول العالم. و لعل اكبر هذه الاكاذيب هو ما يُسمي ب"احتواء العنف الأصولي" و فيه يتم وصف مجموعة من الهجمات الإرهابية -كما نلاحظ دائماً في الثقافة الغربية- على السياح وعمليات الاغتيالات والقتل بانه "عنف أصولي او جهادي" و كذلك تترجم جرائدنا و صحفنا و اعلامنا نفس المصطلح و تستخدمه و الحقيقة ان هذا العنف لا علاقة له على الإطلاق بالإسلام ولو يوجد في الإسلام أي نصوص تحلله او تدعو اليه، ولكن هذا النوع من العنف هو عنف استخباري، عنف أجهزة الاستخبارات، و ربما ستصدمون عندما اقول لكم أن هناك إشارة مؤثقة الى علاقة هذه الأجهزة بعملية مذبحة الأقصر التي وقعت في عام ١٩٩٧. حيث نشرت جريدة الميرور البريطانية في ١٨ فبراير ٢٠٠١ ، ان حميد عيش جزائرى من أعضاء الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة العميلة للاستخبارات الجزائرية والفرنسية والبريطانية هو الذي دبر و نفذ الحادث في مصر و انه يعيش في دابلن وان الاستخبارات الايرلندية تراقبه منذ عام ١٩٩٧ عندما تم ربطه بقتل ال ٧٧ سائح في الأقصر، بمصر. وبالرغم من هذه الفضيحة التي نشرتها جريدة الميرور الا انه استمر في العيش بحرية تامة في دابلن قبل ان يغادر ايرلندا يوم ٢٤ يوليو ٢٠٠١ بجواز سفر مزيف حتي ان الإف بي آي FBI لم تفعل شيئاً اثناء اقامته في دابلن و لكنها غضبت بشدة من الاستخبارات الايرلندية لأنها سمحت له بالهروب. و هكذا أختفي حميد عيش هذا للابدو هذا يعني انه ربما تكون الاستخبارات الفرنسية والبريطانية هي التي دبرت عملية الأقصر و ربما تكون المخابرات المركزية الامريكية CIA نفسها متورطة و قد ساعدت علي هروبه تغيير شخصيته واخفائه في مكان آخر حتي لا يقع في يد الآف بي آي وربما تكون السي اي ايه هي أمرت ايرلندا من الاساس بإخفائه عندها وانه بعد ذلك صدرت أوامر قبل هجمات سبتمبر ٢٠٠١!!! آرأيتم كيف ان عملية أغتيال مبارك أعقد مما يمكن ان تتصوروه؟ هل تريدون معرفة المزيد؟ دعوني اصدمكم و اقول لكم انه من المعتقد و بنسبة عالية ان النظام المصري و مبارك شخصياً هو من سهل هذه الهجمات الإرهابية و سمح لحميد عيش بالدخول و التنفيذ ثم الخروج من مطار القاهرة!! لا تنسوا يا اصدقائي و يا من عاصر الحادث ان السبعة الذين نفذوا العملية داخل معبد الدير البحري بالاقصر كانوا يرتدون الزي الرسمي للشرطة المصرية!! هل تعرفون السبب في سماح مبارك بهذه العملية؟؟ هناك اسباب كثيرة اهمها هو عرقلة خطوات الإصلاح الديمقراطي خاصة اذا كانت تؤدي زيادة نفوذ الاخوان المسلمين او التيار الاسلامي في المجتمع والسياسة والاقتصاد. تذكروا إيضاً انه بعد عملية الأقصر قام النظام المصري بشن حملة من القتل والتعذيب لأعضاء الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي، الحقيقة ان الحملة على الجماعتين بدأ قبل ذلك عندما طبقت أمريكا برنامج الخطف والتعذيب والتسليم عام ١٩٩٣ بعد انتهاء دورهم في أفغانستان والبوسنة فالتخلص منهما كان متفقاً عليه منذ بداية العملية سايكلون في ثمانينات القرن العشرين وكان حسني مبارك قلق بشكل خاص من الشيخ عمر عبد الرحمن ومن إمكانية اتفاقه مع أمريكا على عمل ثورة إسلامية مثلما فعل الخوميني مع الشاه و من ثم عودة عمر عبد الرحمن الي مصر بنفس سيناريو الخوميني و ستندهشون عندما تعلمون انه كان يوجد سيناريو امريكي فعلاً لتنفيذ هذا، و لا تنسوا ان الهجمات الإرهابية في مصر كانت متزامنة مع هجمات إرهابية في مناطق أخرى من العالم لتعلموا الآن انها كانت من تدبير أجهزة الاستخبارات، و ستعرفون انها مرتبطة بحقد مبارك علي السودان وهذا ما ساتناوله في الجزء القادم بالتفصيل....فحتي ذلك الحين اترككم في رعاية الله
التاريخ ليس علم الماضي ، وإنما هو علم المستقبل ، وذلك هو الفرق بين التاريخ والأساطير . الأساطير تتوقف عند ما كان ، وأما التاريخ فان عطاءه مستمر كل يوم ......من كتاب "قصة السويس" للأستاذ محمد حسنين هيكل