كُتبت في ١٧ سبتمبر ٢٠١٩
تخيل لو اني قلت لك ان واحد مصري او عربي ذهب لإسرائيل و جلس مع الشباب اليهود و تحدث معهم بالعبرية و سألهم عن رأيهم في المصريين و العرب و المسلمين فقالوا له رأيهم بصراحة انهم يريدون ان يقتلوا العرب و يذبحونهم و ذلك بعد ان تأكدوا ان لغته العبرية تدل علي انه اسرائيلي مائة في المائة ثم سرعان ما استطاع ان يجعل صداقته لهم أعمق و علاقته اقرب فراح يسألهم عن طموحهم و امالهم و مشاكلهم و حتي نوع البنات و المزز التي يفضلونها ثم قال لهم في اخر الأمر " خالتي نادية الجندي بتسلم عليكم و انا ابنها و انا مصري عربي مسلم و ابن بلد" فلم يستطيع الشباب الاسرائيلي ان يفتح فمه بكلمة، لو قلت لك هذا كله و سألتك عن رأيك فيه ، من المؤكد انك ستقول يا ابن اللعيبة و اكيد ستبصم بالعشرة انه اجمد ظابط مخابرات في العالم، أليس كذلك؟ أصدقائي الأعزاء هذه القصة حقيقية ١٠٠٪ و هذا الشخص شخصية حقيقة و لكن للاسف ليس مصري و لا عربي و لا مسلم، لم يكن هذا الشخص سوي جاريد أندرو كوهين
ويقول جاريد كوهين معلقاً علي هذه القصة " لو بدأت الحديث معهم بقولي "أنا يهودي، وأريد منك أن تشرح لي..." فإن ذلك لن ينجح. ولكن بطريقته البديلة "فقد أجبر هؤلاء الشباب على اعادة النظر في أفكارهم النمطية المسبقة عن اليهود." و أما القصة فقد حدثت في بدأية شباب جاريد كوهين و في أوائل رحلاته للعالم العربي حيث التقي باللواء منير مقدح من حركة فتح و ذهب معه إلى مخيم المية مية للاجئين الفلسطينين بلبنان حيث أحاط به أنصار حماس لشكهم في أنه قد يكون أمريكياً بسبب لون بشرته. فيسألهم جارد عن رأيهم في الأمريكان واليهود ، فرد عليه الحمساويون أنهم لو رأوا أمريكياً يهودياً فسيجزون رأسه و بالرغم من ذلك فقد استطاع جاريد التواصل مع هؤلاء الشباب وسألهم عن أي وسائل التواصل الاجتماعي يفضلون وأي نوع من البنات يرونه جذاباً، وعن طموحاتهم لمستقبلهم الشخصي. وبعد أن توطدت علاقته مع هؤلاء الشباب صارحهم بجنسيته وديانته. و هذا بالفعل ما حدث مع وائل غنيم ، فجاريد كوهين المولود في ٢٤ نوفمبر ١٩٨١ في وستون، ولاية كنتيكت بامريكا لأسرة يهودية إصلاحية ( غير متزمتة او بمعني اصح وسطية ) تم تعينه في ٢٠١٠ مديراً في شركة Jigsaw او ما يعرف بجوجل للأفكار، التابعة لشركة جوجل العملاقة وفيما يبدو ان جوجل للأفكار قد تم تأسيسها مخصوص من اجل جاريد كوهين و مشروعه حيث ان الشركة قد تم تأسيسها في منتصف سنة ٢٠١٠ و سأشرح هذا بعد قليل
قبل ان يجلس جاريد كوهين علي مكتبه في جوجل للأفكار قرر القيام برحلة الي سوريا و لكن الغريب انه لم يذهب كمدير لشركة جوجل للأفكار و انما بصفة ممثلاً لوزارة الخارجية الأمريكية، و على رأس وفد من شركات التكنولوجيا الأمريكية، بينهم إنتل وجوجل حيث زار عدداً من الجامعات، وطالب الحكومة السورية بإلغاء الحجب المفروض على مواقع الشبكات الاجتماعية !!قبل ذلك بعدة اشهر و بالتحديد في يناير ٢٠١٠ انتقل شاب في عمر جاريد كوهين او اكبر منه بعام اسمه وائل سعيد عباس غنيم (مواليد ٢٣ ديسمبر ١٩٨٠، القاهرة) من القاهرة الي دُبي بدولة الامارات حيث انه حصل علي منصب المدير الإقليمي في شركة جوجل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, ومشرفا أيضاً على تعريب وتطوير منتجات الشركة. في ١٠ يونيو ٢٠١٠ و بعد مقتل الشاب المصري خالد سعيد باربعة ايام فقط قام وائل غنيم أثناء عمله في دبي بتأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع فيسبوك, تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تقول عائلته ومنظمات حقوقية أنه توفي بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي مخبرين تابعين للشرطة بمدينة الإسكندرية في ٦ يونيو عام ٢٠١٠ مما أثار احتجاجات واسعة آنذاك. و سرعان ما جذبت الصفحة أعداداً هائلة من المصريين المهتمين بالسياسة و الشأن العام ، خاصة بعد انضم اليها عبد الرحمن منصور وهو مدونى جيل ٢٠٠٥ - ومراسل للجزيرة توك ومؤسس مبادرة «ويكيليكس العربية» وأيضا انضم للفريق، الناشط المدون وقتها مصطفى النجار طبيب الأسنان و السياسى والمدون، والمنسق العام الثاني لحملة البرادعى عضو مجلس الشعب المخطوف في سجون السيسي لاحقا ( اغلب الظن انه تم قتله ) ، كما انضمت معهم الناشطة الحقوقية الغامضة «نادين وهاب»، و هي مصرية أمريكية وأحد نشطاء الجمعية الوطنية للتغيير بواشنطن ! و مع تزايد اعداد متابعي الصفحة ازدادت عصبية و غباء الأجهزة الأمنية للنظام خصوصاً بعد انضمت الصفحة الي الدعوات التي اطلقتها حركات و شخصيات تطالب فيها الشعب المصري بالنزول الي ميدان التحرير في يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ و الذي يتوافق مع عيد الشرطة المصرية و التظاهر ضد النظام و سياساته القمعية و الفساد و الظلم، ثم جاءت ثورة تونس في أواخر ٢٠١٠ و اندلعت الثورة التي جعلت ديكتاتور تونس زين العابدين بن علي يهرب من تونس و هنا شعر النظام و اجهزته الأمنية باقتراب الخطر بشدة ، فازدادت ثورته و غضبه و راح يشد من قبضته و يقوم بحملة اعتقالات و مراقبة مكثفة للحراك السياسي علي الإنترنت و خاصة موقع الفيسبوك و صفحة خالد سعيد و اندلعت الثورة في ٢٥ يناير و سرعان ما جاءت جمعة الغضب ٢٨ يناير ٢٠١١ و اهتز النظام هزاً عنيفاً! حتي ذلك الوقت لم يكن احد يعلم من هو وائل غنيم اللهم الا من نفر قليل!!
في يوم ٣ فبراير ٢٠١١ اعلنت شركة جوجل فرع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن ان أحد موظفيها وأسمه وائل غنيم مفقود ولم يعثر عليه، وفتحت خط ساخن للادلاء باي اخبار عنه، وفي يوم ٦ فبراير تم الإفراج عنه وتم الإفصاح لأول مرة عن مؤسس صفحة خالد سعيد و في نفس اليوم ظهر وائل غنيم لأول مرة مع المذيعة مني الشاذلي علي شاشة التيلفزيون في لقاءه الشهير و هو يبكي عندما لفتت مني الشاذلي نظره الي صور شهداء ثورة يناير و بالرغم من ان المشهد كان مؤثر غير ان شعورا بعدما الارتياح اعتراني انا شخصياً عندما رأيته يبكي بدون دموع و يعتذر و يتأسف لعائلات الشهداء الذين قتلوا بسببه و هذا امر عجيب فقد كان من المفترض ان يكون ادمن صفحة كلنا خالد سعيد اكثر ثورية من ذلك و ان يحمل النظام و جهاز الشرطة فيه مسئولية قتل الثوار و هو ما حدث بالفعل غير ان وائل غنيم فعل عكس ذلك وراح يُحمل نفسه مسئولية قتل الثوار ، ثم اسرع يغادر الاستوديو في منظر درامي بحت لم يستطيع فيه ان يقنعني خاصة و قد كنت اتسأل ما الذي يجعل شاب ثوري مثل هذا يأتي الي شخصية قمة في السفلة و فلولية بحتة مثل مني الشاذلي خاصة و انها كانت تتباكي قبل ذاك بيوم او اثنين من اجل رئيسها و سيدها حسني مبارك و ترجو الثوار ان يرجعوا بيوتهم و ان يدعون الرئيس المعزول مبارك في "حاله" و ربما استطاعت مني الشاذلي في تصنع البكاء و بكت بالفعل و استطاعت ان تذرف قطرات من الدموع فشل وائل غنيم في ذرفها!!! غير انه لا احد يستطيع انكار ان هذا اللقاء صنع لوائل غنيم شهرة خرافية و تم اعتباره أيقونة الثورة و مفجرها
بعد تنحي مبارك و بعد فترة قصيرة تمت استخدام الثوار السُذج في عملية اقتحام مقرات امن الدولة و كنت شاهداً و مشاركاً في هذه العملية في مقر امن الدولة في الفراعنة بالإسكندرية! و نجح الثوار و الناس في الوصول الي الالاف التقارير و الأوراق غير انهم بمنتهي السذاجة أسلموها للمخابرات الحربية التي كان رئيسها السيسي وقتها، و انتشرت الأخبار ان ثمة تقرير قد وصل اليه أحداً الثوار يخص وائل غُنيم وظروف اعتقاله و بالرغم من أهمية هذا التقرير و الذي نشرته كل الجرائد غير انه لا يوجد صورة واحدة لهذا التقرير و هذا امر خطير جداً! وتحدث التقرير عن اعترافات وائل غنيم في مقر امن الدولة انه هو القائم على إنشاء وإدارة صفحة "كلنا خالد سعيد"، بإطلاع أحد قيادات شركة “جوجل " الأمريكي من أصل يهودى ويدعى، جاريد كوهين، و الذي امر إنشائه للصفحة المشار إليها قبل 6 أشهر من هذا التاريخ لافتا إلى إن الأمريكي المذكور تردد على البلاد والتقى بغنيم يوم 27 يناير ليلة مظاهرة جمعة الغضب، وأضاف التقرير :"الأمر الذى يرجح معه أن تكون تلك الشركة غطاء لأعمال استخباراتية، خاصة عقب توسطها لدى وزارة الخارجية الأمريكية لإخلاء سبيل غنيم، على الرغم من كونه لا يحمل الجنسية الأمريكية" .... نتوقف هنا و ان شاء هتعرفوا الباقي في الجزء الثاني
لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلّا التنفيذ
اقرأ ايضاً: الجزء الثالث من الوجه الآخر لأنور السادات - السادات والفساد
بدأ السادات ممارسة نشاطه فى سرقة البلد ونهبها منذ أول لحظة تم تعيينه فيها كنائب لرئيس الجمهورية فبعد ان تم توليه منصب رئيس مجلس الأمة ، ترك أنور السادات شقة المنيل التي تزوج فيها جيهان و إتخذ لنفسه "فيلا" بمنطقة الهرم ، ليسكن فيها مع زوجته "جيهان" وأبنائه الأربعة "لبنى ونهى وجيهان وجمال" ثم حضرت البريطانية "جلاديس" والدة "جيهان" للإقامة معها في "الفيلا"، فقرر "السادات" هو الآخر أحضار والدته السودانية "ست البرين" للإقامة معه في نفس "الفيلا"، لكن الموازين رجحت في صالح الأم البريطانية، وكان على "ست البرين" والدة السادات مغادرة "الفيلا" والبحث عن سكن آخر، خاصة أنها لم يكن لها مكان في شقة "كوبري القبة". و كانت شقة كوبري القبة و التي تقع في 1 شارع محمد بدر بمنطقة كوبري القبة في القاهرة قد استأجرها والد انور السادات بعد ان عاد من السودان و بعد ان تزوج للمرة الثانية من سيدة تُدعى "فاطوم"، وبعد عام من زواجه......اقرأ المزيد