كُتبت في ١٥ ديسمبر ٢٠١١
كلنا نعلم من هو هارون الرشيد ، فهو أكثر الخلفاء العباسيين جدلاً خلال فترة حكمه التي أستمرت لأكثر من ثلاث و عشرين سنة ، و تعتبر هذه الفترة العصر الذهبي للدولة العباسية و للحضارة العربية. و بالرغم من كل ما قيل عنه أنه كان من أكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، وعرف عنه أنه الخليفة الذي يحج عاما ويغزو عاما ويعتبر عهده العصر الذهبي للحضارة العربية الاسلامية ، الا أن أكثر ما ظل ملتصقاً باسم هارون الرشيد هو الفخامة و الأسراف الي حد التبذير الغير رشيد. و بالطبع ليس هناك أي وجه للمقارنة بين إيهاب طلعت في هارون الرشيد في أي صفة تمتع به الرشيد سوي الصفة الأخيرة و هي صفة التبذير و الأسراف الشديد. فبهذه الصفة فقط نستطيع أن نطلق علي إيهاب طلعت “هارون الرشيد مصر” ، فكل من يقترب من إيهاب طلعت يستطيع أن يري هذا بشكل يصدمه ، فإيهاب طلعت ينفق الأموال -المسروقة- بسفه و بلا خجل.....لا يتوقف أنفاقه البذخ علي الحفلات و السفريات و الهدايا و أنما علي شراء الذمم و تسويق الوهم و الأكاذيب للناس. و إليكم نموذجياً من نماذج البذخ الكريه :
في إحدي المرات كان إيهاب طلعت في الأردن و ذهب الي أحد أشهر صالونات الحلاقة هناك ، و بعد أن حلق ذقنه دفع السيد إيهاب طلعت ٥٠٠ دولار مقابل حلاقة الذقن ، و بالطبع لم تمضي دقائق حتي كانت الأردن كلها تتحدث عن هذا الملياردير المصري الكريم واسع الثراء . “!!!!!” و في بيروت خصص له أكبر و أشهر فندق في العاصمة اللبنانية جناحاً شديد الفخامة مقابل عشرين الف دولار لليلة الواحدة “الليلة الواحدة و ليس الشهر ، و بالدولار”.....”!!!!!” و ياليت الأمر توقف علي جناح واحد فقط للسيد الرشيد السفيه ، أنما مجموعة من الأجنحة الفندقية لطاقم شركته الذين يسافرون معه علي الطائرات الخاصة. هذا بالاضافة الي الصالونات الفندقية الفخمة التي يستقبل فيها التافهون ممن يسمون بنجوم الفن و الرياضة و اللصوص ممن يسمون برجال الأعمال
يري الكثير من الناس هذا السفه في الإنفاق و هذه الفشخرة التي الغرض منها لفت الأنظار و كسب ثقة المتعاملين معه ، و يقولون ماذا في ذلك ، أنه رجل أعمال ثري و يقولون “بالبلدي كده أبن عز” و له الحق أن ينفق ماله كيفما شاء. و لكن الحقيقة ليست هكذا ، فالرجل ليس الا نصاب و مصاص لأموال الشعب و لا يشعر بحرج و لا يستحرم سرقة أموال الناس. و لو أردنا أن نفهم هذا فلنبدأ بدراسة أفعاله و تاريخه و قصته: في أوخر عام ٢٠٠٥ توجه إيهاب طلعت “هارون الرشيد مصر” الي مطار القاهرة مع زوجته المطربة شرين وجدي ليستقلا الطائرة الخاصة الفخمة التي كان قد أستأجرها للطيران بها الي اليونان ثم لليابان ، و ذلك لتشجيع النادي الأهلي المصري في مباراته مع فريق إتحاد جدة السعودي في اللقاء الذي جمعهما ضمن بطولة أبطال العالم. ولكن مفاجأة كبيرة و صادمة كانت تنتظرهما هناك حيث ألقت سلطات المطار القبض علي إبهاب طلعت و التحفظ عليه بالتنسيق مع مباحث الأموال العامة التي كانت تقوم في نفس اللحظة بألقاء القبض علي عبد الرحمن حافظ الرئيس السابق لمدينة الأنتاج الإعلامي ، و تم توجيه عدداً من التهم إلي إيهاب طلعت في القضية رقم ٨٦٠ أموال عامة لسنة ٢٠٠٥ و من هذه التهم : تقديم رشاوي و أصدار ١٢ شيك بدون رصيد و تبديد المال العام و التهرب من دفع ٢٤ مليون و ١٨٥ ألف جنيه لأتحاد الأذاعة و التيلفزيون ، بالأضافة الي تهربه من سدد ٩٢٢ مليون جنيه قيمة ضرائب متراكمة عليه ، و توجيه تهمة قبول رشاوي و أهدار المال العام و الأختلاس مبالغ مالية كبيرة و ضخمة الي عبد الرحمن حافظ
و ما أن تم القبض علي إيهاب طلعت و توجيه الإتهام إليها حتي خرجت الفضائح المالية ، و الجرائم المالية من رشاوي و سرقات و أهدار للأمموال العامة و عمليات نصب لا تعد و لا تحصي ، و ظهرت حقيقة إيهاب طلعت “إبن العز” و الذي كان صديقاً لكل الأعلاميين و الفنانيين و الرياضيين ، فهو صديق شخصي مقرب لنجيب ساويرس و عمرو أديب و صديق حميم لعمرو دياب حتي أن عمرو دياب قرر منذ ثلاث أعوام عدم قبول عروض إحياء حفلة رأس السنة و التي كانت ستدر عليه مبلغ ثلاثة ملايين و نصف و ذلك للسفر مع باريس و قضاء ليلة رأس السنة هناك مع صديقه إيهاب طلعت. و قد كانت هذه هي أول مرة يقضي فيها عمرو دياب رأس السنة خارج مصر و بلا حفلات. و بالفعل أقام عمرو دياب في الجناح الفخيم في فندق جورج الخامس في باريس و قضي أغلب الوقت مع إيهاب طلعت الذي كان هارباص في ذلك الوقت و مقيم بلندن. و ليس عمرو دياب وحده هو المقرب من إيهاب طلعت و لكن يوجد جيشاص كبيراً من الأصدقاء و المدافعيين و المتورطيين ممن يدافعون عنه و يلمعون في شخصة ليل نهار ، و نموذج علي ذلك كما ذكرت عمرو أديب و نجيب ساويرس
مع ظهور حقيقة إيهاب طلعت كنصاب في أواخر ٢٠٠٥ تفاقمت الأزمة عندما تقدمت مؤسسة الأهرام نيابة عن وكالة الأهرام للأعلان ببلاغ للنائب العام ضد إيهاب طلعت بسبب تراكم ديونه المستحقة للوكالة و المؤسسة و التي تجاوزت ثمانية و ستين مليون جنيه. “!!!!” و مع تقدم مؤسسة الأهرام بهذا البلاغ أصبح إيهاب طلعت عارياً خاصة عندما ظهر حجم مديوناته و أن أرصدته في مصر بالسالب لا بالموجب....و هو ما أدي الي تقدم العديد من المؤسسات الإعلامية الأٌخري في مصر و من خارج مصر ببلاغات ضد إيهاب طلعت ، و فتح ملف الممارسات الأحتكارية التي يقوم بها إيهاب طلعت و أساليبه الخفية و التي أدت الي سيطرته علي ٥٨ ٪ من سوق الأعلانات في مصر و هو ما جعل الكثير يظن و يتوقع بأنتهاء أسطورة إيهاب طلعت للأبد. و لكن فجأة قدم رجل الأعمال نجيب ساويرس عرضاً لإنقاذ صديقه إيهاب طلعت يتمثل في تسديد ديونه مقابل الإفراج عنه. و قال ساويرس أن هناك العديد من رجال الأعمال الأخرون الذين تربطهم علاقات وطيدة مع إيهاب طلعت و أنهم سيساهمون معه لانقاذ صديقهم إيهاب طلعت من مصير السجن الذي يهدده
و بالفعل تمكن إيهاب طلعت من التوصل لأتفاق مع الحكومة متمثلة في النائب العام و ذلك عن طريق صديقه نجيب ساويرس و الذي يصفه بأنه الأخ الذي لم تلده أمه ، و عن طريق محاميه “محمد بري” و الذي هو المحامي الخاص لنجيب ساويرس إيضا. و كان الأتفاق يقضي بأن يقوم إيهاب طلعت بتسديد مديونيته لمدينة الأنتاج الأعلامي ثم يفرج عنه مع التعهد بأن يقوم بالتسوية و التسديد للأطراف الأخري مثل مؤسسة الأهرام و باقي المدعيين. و بالفعل تم دفع الديون الضخمة في يوم ٢ فبراير ٢٠٠٦ بشيكات موقعة من نجيب ساويرس ، بالأضافة الي شيكات قام إيهاب طلعت نفسه بتحريرها بقيمة ٥،٤٣ مليون جنيه و تم جمعها من بيع كل ممتلكاته في مصر و هي ٣ فيلات في الساحل الشمالي ، و فيلتان في القاهرة الجديدة و عدد من السيارات و بعض قطع الأراضي بطريق الإسكندرية الصحراوي و علي هذا النحو تم الأفراج المشروط لإيهاب طلعت و الذي لم ينتظر ثانية واحدة في مصر حيث أنه طار الي دبي في نفس يوم رفع أسمه من قائمة الممنوعين من السفر ، في ٢٨ فبراير ٢٠٠٦ ، مستخدماً في ذلك جواز سفره الأنجليزي ، و من دبي ذهب الي ألمانيا بدعوي إجراء جراحة في مستشفي “فاكتراك إن هاوس” و كان ذلك كدبة أخري لإيهاب طلعت الذي بمجرد وصوله الي ألمانيا طار منها الي لندن العاصمة البريطانية التي يحمل جنسيتها منذ أكثر من عشرين عاماً “مثل الكثير من كبار القوم في مصر”
قبل أن أتطرق للمحطة التالية في حياة إيهاب طلعت ، يجب أن أتوقف هنا لأوضح نقطة ربما قد لا يلتفت إليها البعض ، و ربما قد لاحظواها و أعجبوا بها، الا و هي مساعدة ساويرس الأخ الذي لم تلده أم إيهاب طلعت لصديقه. و لقد كنت أفكر في سر هذه المساعدة ، و لم أكن أقبل أن تكون علاقة الصداقة بينهم أو الأخوة هي السبب ، حتي أتضح لي بعض الحقائق . فالحقيقة أن مساعدة ساويرس لإيهاب طلعت لم تكن بسبب حب و أخلاص الصديق أو الأخ الروحي ، أنما كانت لأسباب أخري بعيدة كل البعد عن هذا ، فالرجلين كان بينهم تعاون كثير سابق ، و تعاون أكثر لاحق ، و كانت لساويرس مستحقات مالية كبيرة و ضخمة لدي إيهاب طلعت ، و لحرص نجيب علي ماله قرر أنقاذ “صديقه المزعوم” إيهاب طلعت. فقام بتسديد الديون بشيكات للدولة في الوقت الذي حصل فيه علي شيكات مضاعفة من حسابات إيهاب طلعت الخارجية في لندن ، كما أنه حصل علي تنازلات من إيهاب طلعت ببعض من أملاكه في لندن.....”!!!!!” أنه أتفاق الثعابين أو اتفاق الشياطيين والذين يظهرون أمامنا بمظهر الأصدقاء الأوفياء و الملائكة الطيبون بوجوههم البريئة ، فيقول ساويرس عن إيهاب “ أنه الأخ و الصديق الذي تلزمه علاقتهم أن يكون بجواره لأخر لحظة” و يقول ريهاب طلعت عنه في تمثيل مفضوح “أن نجيب هو أخي الذي لم تلده أمي ، و أن نجيب أكثر من يجيدون التعامل معي و فهمي ، و أنه -أي نجيب ساويرس- صاحب شخصية تجمع بين الطفولة و البراءة و تحتاج الي معاملة خاصة تكبده متاعب” طبعاً هذا هو كلام الشياطيين و لغتهم و منطقهم و الذي لا يفهمه العامة من الشعب المصري الطيب الساذج و الذي لا يتأمل فيما يقال و يتدبر معانيه ، أنما ينساق خلف عاطفة و مشاعر طيبة و ساذج فيصدق ما يقال بلا فهم و لا تأمل و عمق
و ليست علاقة ساويرس بإيهاب طلعت هي الوحيدة التي لا يفهمها الكثير و لكن إيضاً هناك علاقات و علاقات أقل ما نستطيع أن نصفها به هو أنها تشكل تاريخاص قذراً لرجل نصاب و لص. و من هذه العلاقات علاقة إيهاب طلعت برجل الأعمال و الملياردير السعودي الشيخ صالح كامل صاحب باقة القنوات الفضائية “الأيه آر تي” التي تعتبر جزء من مجموعة “دلة-البركة” و التي تعمل في كثير من الأنشطة من أنشطة التشيد و البناء و الخدمات المصرفية و التمويل و التأمين و العقارات و السياحة و بالطبع مجال الأعلام و لديها عقد مع وزارة الدفاع السعودية و وزارة الطيران و تقوم ببناء مطارات و تطويرها و تنميتها. ألتحق إيهاب طلعت للعمل بهذه المجموعة منذ سنوات قبل تكوين أمبراطوريته الضخمة ، و منذ اليوم الأول لألتحاقه بالمجموعة و هو يحاول جاهداً التعرف و التقرب الي الشيخ صالح كامل حتي نجح في هذا و تقرب منه و كسب ثقته ، و بدء في أستغلال هذا القرب و أسم الشيخ صالح كامل في عملياته التجارية الخاصة ليصعد الي أعلي درجات عالم البزنس ، حتي جاء ذلك اليوم الذي أقنع فيه الشيخ صالح بأتمام أحدي الصفقات الإعلانية و التسويقية الضخمة ، و ما أن جاءت المكاسب و الأرباح من الصفقة حتي أحتفظ بها إيهاب طلعت كاملة لنفسه ، أي بمعني آخر سرقة الشيخ صالح بشكل علني ، فقرر الشيخ صالح كامل أستبعاد إيهاب طلعت نهائياً و عدم التعاون معه مجدداً. و طرد إيهاب طلعت من المجموعة الكبيرة للشيخ صالح يرافقه الفضيحة و سوء السمعة و لكنه بمظاهر أنفاقه و بذخه أستطاع التغطية علي هذه الفضيحة ، و لم يكتف إيهاب طلعت بهذا فقط و أنما راح يتحدث ببراءة “و ما خفي خلف هذه البراءة كانت هي البجاحة نفسها ” و يقول للمذيع الشهير طارق حبيب في لقاء له في برنامجه و الدموع تلمع في عينيه “أن الشيخ صالح كامل هو مثلي الأعلي و بالنسبة لي هو الأب الذي تمنيته لنفسي، و أنني أود لو أمتدت جسور المحبة بيننا مرة أخري “ ثم أخذ يمدح في الشيخ صالح و في حكمته و قدراته علي الأدارة و أتخاذ القرار. “!!!!!” بصراحة شيئاً يثير الغيثان حقاً.......نهاية الجزء الأول
لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلّا التنفيذ
اقرأ ايضاً: الجزء الثالث من الوجه الآخر لأنور السادات - السادات والفساد
بدأ السادات ممارسة نشاطه فى سرقة البلد ونهبها منذ أول لحظة تم تعيينه فيها كنائب لرئيس الجمهورية فبعد ان تم توليه منصب رئيس مجلس الأمة ، ترك أنور السادات شقة المنيل التي تزوج فيها جيهان و إتخذ لنفسه "فيلا" بمنطقة الهرم ، ليسكن فيها مع زوجته "جيهان" وأبنائه الأربعة "لبنى ونهى وجيهان وجمال" ثم حضرت البريطانية "جلاديس" والدة "جيهان" للإقامة معها في "الفيلا"، فقرر "السادات" هو الآخر أحضار والدته السودانية "ست البرين" للإقامة معه في نفس "الفيلا"، لكن الموازين رجحت في صالح الأم البريطانية، وكان على "ست البرين" والدة السادات مغادرة "الفيلا" والبحث عن سكن آخر، خاصة أنها لم يكن لها مكان في شقة "كوبري القبة". و كانت شقة كوبري القبة و التي تقع في 1 شارع محمد بدر بمنطقة كوبري القبة في القاهرة قد استأجرها والد انور السادات بعد ان عاد من السودان و بعد ان تزوج للمرة الثانية من سيدة تُدعى "فاطوم"، وبعد عام من زواجه......اقرأ المزيد